أكلت» فموضع «ما» نصب بـ «أكلت»، وهو أيضًا مفعول مقدم. وكذلك الباقي على هذه الصفة.
فإن أدخلت على هذه الأفعال مضمرات ترجع إلى هذه الأسماء، كانت الأسماء في موضع رفع بالابتداء وكان جوابها مرفوعًا، كقولك: من رأيته. لأن «من» مبتدأ، وقد اشتغل الفعل عنها بضميرها، والجملة التي هي «رأيته» في موضع رفع لكونها خبرًا لمن، كأنك قلت: من مرئي. فالجواب بالرفع لا غير، فتقول: زيد. فإذا لم تأت بالهاء كان الجواب منصوبًا، لأن الاسم المتقدم منصوب، مفعول مقدم، فجوابه منصوب.
وكذلك تجري الباقي على هذا المجرى إلا ما كان منها ظرفًا مثل «متى» و«أين» فإنه لا يكون جوابها مرفوعًا لأن الظروف لا يبتدأ بها كالابتداء بمن وكم.
فإن قيل: كيف تتفسر معاني هذه الأسماء بأجوبتها؟ . قيل: لأن «من» سؤال عن من يعقل، و«ما» سؤال عن ما لا يقعل، و«كم» سؤال عن عدد، و«كيف» سؤال عن حال، و«أين» سؤال عن مكان، و«أنى» سؤال عن جهة، و«متى» سؤال عن زمان، و«أيان» مثل «متى» إلا أنها مستعملة في
1 / 174