فإنه لما ذكرنا أن أسماء الإشارة معارف جملنا جملة المعارف لتعرفها، وهي الخمسة المذكورة. وقدمت المضمرات لأنها أعرف المعارف. وثني بالأعلام لأنها أعرف من أسماء الإشارة عند النحويين إلا أبا بكر [بن السراج]، وقد ذكر. وثلث بأسماء لأنها أعرف [عند النحويين] مما فيه الألف واللام. لأن أسماء الإشارة تنعت بما فيه الألف واللام، ولا ينعت ما فيه الألف واللام بأسماء الإشارة، لا تقول: «جاءني الرجل هذا»، وأنت تريد النعت. فإن أردت البدل جاز، لأنه قد يبدل الأعرف من الأنكر مما هو دونه في التعريف، ولا ينعت بالأعرف ما هو دونه في التعريف. وربع بما تعريفه بالألف واللام لأنه أعرف مما أضيف إلى ما فيه الألف واللام. «فالرجل» أعرف من «غلام الرجل». لأن تعريف «الرجل» تعريف الإفراد، وتعريف «الغلام» تعريف الإضافة، فالتعريف سار إليه من اسم آخر [غيره]، وليس كذلك «الرجل».
وكذلك ما أضيف إلى المضمر أعرف مما أضيف إلى العلم، «فغلامك»
1 / 171