وإذ قد وصفت قول أبقراط في ذلك فإني واصف قول أفلاطون في كل واحد من هذين الطعمين أعني المالح والمر. فإنه يقول إنه يعمهما جميعا أنهما جلاآن إلا أن المر أقوى جلاء. ويضاد هذين الطعمين طعمان آخران يعمهما القبض إلا أن أحدهما أزيد قبضا وهو العفص والآخر أنقص قبضا وهو القابض. وهو يقول في هذين الطعمين إنهما أرضيان ولذلك هما باردان ويقول في الطعمين المضادين لهما إنهما حاران أعني المالح والمر. فلما فرغ أفلاطون من ذكر العفص والقابض وصف بعدهما المالح والمر فقال فيهما بهذا اللفظ: «فأما ما يجلو تلك ويغسل كلما نجده على اللسان فإنه إن أفرط في فعله ذلك وبلغ من فعله أن يذيب شيئا من طبيعة اللسان مثل قوة البورق فإن جميع ما كان كذلك يسمى ‹مرا›. فأما ما كانت قوته أنقص من قوة البورق وجلاؤه يسيرا فإنه يسمى ‹مالحا› وليس معه مرارة خشنة ونجده لذيذا مقبولا شهيا».
Halaman 210