بدار الحفاظ شغلتنا عن الغزو واجتذاب الزيادة إليها، وكذلك لما ذكر الوجه الثالث وهو الديات وأروش الجنايات فرع منه قولة: إذ كنا لعزنا ومنعتنا لا يطمع في القصاص منا.
أما المصنف فإنه لم يخرج عن منهجه في الشرح الذي لاحظناة في النص السابق فعناصره لم تتجاوز الرواية والمفردات ومجمل المعني، فهو يبدأ بالمفردات فيقول: «ملمال» أراد من المال، والجذم الأصل، ومعني محذفة النسل مقطوعة الأولاد، هذا ما أوردة في شأن البيت الأول، أما البيت الثاني فقد وقف فيه عند رواية أخري أثبتها التبريزي في متن شرحه، وهي رواية «وما نسوق إلي القتل» بدل العقل، ثم فسر معني البيت في إيجاز ظاهر قال: «ثلاثة أثلاث، أي أموالنا ثلاثة أثلاث: ما نسوق إلي القتل لأجل القتل، أي ما نعطي في الديات، ونتحمل من المغارم، وثلثه ثمن الخيل، وثلثه للقوت والضيافة. وهو بهذا لا يتجاوز شرح المفردات وإيراد مجمل المعني في إيجاز بعيد عن الإطناب الذي أتخذه المرزوقي سبيلا في الشرح وإيضاح المعاني، ونحن هنا لا نريد أن نفاضل بين الشرحين، وإنما قصدنا أن ثمة فروقا واضحة في عناصر الشرحين جاءت تبعا للمنهج أتخذه كل من الرجلين.
وبجانب الاختلاف في المنهج وعناصر الشرح لاحظنا أيضا اختلافا في تفسير الشعر، فبيت بشامة بن حزن الوارد في الحماسية (١٣٤)، والذي يقول فيه:
إني امرؤ أسم القصائد للعدا إن القصائد شرها إغفالها
قال المصنف في شرحه: «أسم القصائد علي وجهين أحدهما أن يكون المراد أجود القصائد في هجاء العداكي تروي لجزالة معناها وبراعة لفظها، والآخر أن يكون المراد أذكر من أهجوه فيها كي تروي، والمعني يصف تجويده الشعر ليكثر إنشاده».
2 / 15