وَقَالَ آخَرُونَ من حذاق أهل السّنة: إِنَّمَا يَنْتَفِي ذَلِك من جِهَة أَنه لَو كَانَ لنقل ولتداولته الألسن وَذكر فِي سيرته فَإِن هَذَا مِمَّا جرت بِهِ الْعَادة بِأَنَّهُ لَا يكتم.
وَقَالَ غير هَاتين الطَّائِفَتَيْنِ: بل هُوَ متعبد:
ثمَّ اخْتلفُوا أَيْضا هَل هُوَ متعبد بشريعة إِبْرَاهِيم أَو غَيره من الرُّسُل فَقيل فِي ذَلِك أَقْوَال، وَيحْتَمل أَن يكون المُرَاد بقوله: ﴿أَن اتبع مِلَّة إِبْرَاهِيم حَنِيفا﴾ فِي تَوْحِيد الله وَصِفَاته ".
قَالَ القَاضِي عِيَاض: " وَلَا خلاف بَين أهل التَّحْقِيق أَنه قبل نبوته ﵇ وَسَائِر الْأَنْبِيَاء منشرح الصَّدْر بِالتَّوْحِيدِ وَالْإِيمَان بِاللَّه لَا يَلِيق بِهِ الْكفْر وَلَا الشَّك فِي شَيْء من ذَلِك وَلَا الْجَهْل بِهِ، وَلَا خلاف فِي عصمتهم من ذَلِك خلافًا لمن جوزه وَحجَّة المانعين مِنْهُ الطريقان
1 / 103