- الْإِعْرَاب بِهَذَا الْإِشَارَة إِلَى مَا تَفْعَلهُ بهم وأنث الْعَائِد إِلَى مَا لِأَن المُرَاد بِمَا نَاحيَة فَحمل على الْمَعْنى لَا على اللَّفْظ الْمَعْنى يَقُول إِن الرّوم مَعَ فعلك بهم معترفون بشجاعتك وفضلك لظُهُوره وَكَثْرَة أدلته عِنْدهم يرَوْنَ آثَار شجاعته وَكَثْرَة غاراته وَخُرُوجه قَالَ أَبُو الطّيب هُوَ فى معنى قَول الآخر
(فخَيْرٌ نَحن عندَ النَّاس منكُمُ ... إِذا الدّاعى المثوِّب قَالَ يالاَ)
٢١ - الْغَرِيب الغارات جمع غَارة والفرنجة قَرْيَة بأقصى بِلَاد الرّوم وَشن الْغَارة فرقها عَلَيْهِم من كل وَجه قَالَت ليلى الأخيلية
(شنَنَّا عَلَيْهِم كلَّ جرْداءَ شَطْبَةٍ ... لَجُوجٍ تبارى كل أجردَ شَرْجَبِ) الْمَعْنى يَقُول لما فرقت الْغَارة على بِلَاد الرّوم وَلم ينم مِنْهُم أحد خوفًا مِنْك وَإِن كَانَ على الْبعد مِنْك فالقريب يخافك والبعيد يخافك فَهُوَ ساهد أى ساهر لَا ينَام من خوفك
٢٢ - الْإِعْرَاب مخضبة من رَفعه جعله خبر ابْتِدَاء مَحْذُوف وَمن نَصبه جعله حَالا من الضَّمِير فى تركتهَا وَهُوَ ضمير الْجَمَاعَة الْمَعْنى قَالَ ابْن جنى الْبِلَاد مخضبة بِدَم الْقَتْلَى فَكَأَنَّهَا مَسَاجِد مخلقة وهم كالسجد فِيهَا لانكبابهم على وُجُوههم وروى
(الْقَوْم صرعى ...)
وروى غَيره
(وَالْخَيْل ...)
وَقَالَ هى متلطخة بِالدَّمِ وَأَهْلهَا مقتولون مصروعون فَكَأَنَّهَا مَسَاجِد طليت بالخلوق وَكَأَنَّهُم سجد وَإِن لم يَكُونُوا يَسْجُدُونَ حَقِيقَة
٢٣ - الْمَعْنى جعل خيلهم كالجبال لَهُم يتحصنون بهَا وَجعل تنكيسهم عَنْهَا إنزاله لَهُم من الْجبَال للْقَتْل والأسر وَجعل مكايده فيهم كالرماح تقوم مقَام الرماح الَّتِى تطعنهم بهَا جعله يحتال عَلَيْهِم ويكيدهم وَقَالَ الواحدى تطعنهم برماح من كيدك وتنزلهم عَن خيولهم منكوسين