264

Terjemahan Syarahan Diwan al-Mutanabbi

شرح ديوان المتنبي

Penyiasat

مصطفى السقا/إبراهيم الأبياري/عبد الحفيظ شلبي

Penerbit

دار المعرفة

Lokasi Penerbit

بيروت

- الْغَرِيب الرَّسْم الْأَثر والضريب اللَّبن الخائر الذى حلب بعضه على بعض والشول النوق الَّتِى قلت أَلْبَانهَا الْوَاحِدَة شَائِلَة وَقَالَ أَبُو عبيد لَا وَاحِد لَهَا والولائد جمع وليدة وهى الْجَارِيَة الَّتِى تخْدم الْمَعْنى أَنه نفى التَّعَجُّب وَرجع عَنهُ وَقَالَ كَيفَ تنكر جوادى الْمَكَان الذى ربيت فِيهِ وَكَانَت الولائد تسقيها فِيهِ لبن الشول وَقَالَ الواحدى وَمَا هَهُنَا نفى وَقَالَ غَيره بل هى استفهامية وَالتَّقْدِير وأى شئ تنكر الدهماء من رسم منزل ألفته وربيت فِيهِ
٨ - الْمَعْنى يَقُول أَنا أطلب أمرا والليالى تحو بينى وَبَينه فَأَنا بطلبى وقصدى لَهُ أطردها عَن منعهَا إياى من مطلب ذَلِك الْأَمر فَكَأَنَّهَا تطردنى وَأَنا أطردها
٩ - الْإِعْرَاب روى أَبُو الْفَتْح وحيد بِالرَّفْع على تَقْدِير أَنا وحيد فَهُوَ خبر ابْتِدَاء مَحْذُوف وروى غَيره وحيدا بِالنّصب على تَقْدِير أهم وحيدا فَهُوَ حَال الْغَرِيب الخلان جمع خَلِيل كرغيف ورغفان وَهُوَ الصاحب وَالصديق الْمَعْنى يَقُول أَنا وحيد مالى مساعد على مَا أطلب وَذَلِكَ لعظم مطلبى وَإِذا عظم الْمَطْلُوب قل من يساعد عَلَيْهِ
١٠ - الْغَرِيب الغمرة الشدَّة وَالْجمع غَمَرَات الْمَوْت أى شدائده والسبوح الْفرس الشَّديد الجرى الْمَعْنى يُرِيد أَنه يُعينهُ على شَدَائِد الجرى فرس كريم يشْهد بكرمه خِصَال لَهُ شَوَاهِد يَرَاهَا النَّاظر إِلَيْهَا فَيعرف بهَا أَنه كريم الأَصْل
١١ - الْغَرِيب المراود جمع مرود وَهُوَ حَدِيدَة تَدور فى اللجام وَهُوَ من راد يرود إِذا ذهب وَجَاء والمرود الْميل والمحور فى البكرة إِذا كَانَ من حَدِيد الْمَعْنى يُرِيد أَن هَذِه السبوح وهى فرسه تلين للين مفاصلها مَعَ الرمْح كَيْفَمَا مَال شبه مفاصلها لسرعة استدراتها إِذا لوى عنانها عِنْد الطعان بمسمار المرود يدو مَعَ حلقته كَيْفَمَا أديرت وَهُوَ كَقَوْل كشاجم
(وَإِذا عَطَفْتَ بِهِ عَلى مورودِه ... لِتُدِيرَهُ فَكأنَّهُ بِيْكارُ)
قَالَ الواحدى أَخطَأ القاضى فى هَذَا الْبَيْت وَزعم أَن هَذَا من المقلوب وَقَالَ إِنَّمَا يَصح الْمَعْنى لَو قَالَ كَأَنَّمَا الرماح تَحت مفاصلها مراود وَعِنْده أَن المرود ميل المكحلة شبه الرماح فى مفاصلها بالميل فى الجفن يفعل فِيهَا كَمَا يفعل الْميل فى الْعين وَهَذَا فَاسد لِأَنَّهُ يخص المفاصل وَلَيْسَ كل الطعْن فى المفاصل لِأَنَّهُ قَالَ تثنى على قدر الطعان وَإِذا كَانَت الرماح ومفاصلها كالميل فى الجفن فَلَا حَاجَة إِلَى تثنيها
١٣ - الْإِعْرَاب الْوَاو فى والمهند وَاو الْحَال وَهُوَ ابْتِدَاء خَبره الْجَار وَالْمَجْرُور وَهُوَ مُتَعَلق بالاستقرار وروى والمهند بِالنّصب بِمَعْنى مَعَ المهند الْغَرِيب المهند السَّيْف المشحوذ قَالَ ابْن السّكيت سَمِعت الشيبانى يَقُول التهنيد شحذ السَّيْف الْمَعْنى يَقُول أورد نفسى وفى يدى السَّيْف مهالك لَا يصدرن واردها حَيا إِذا لم يجالد وَيُقَاتل وَقَالَ أَبُو الْفَتْح من وقف مثل موقفى فى الْحَرْب وَلم يكن شجاعا جلدا هلك
١٤ - الْمَعْنى قَالَ أَبُو الْفَتْح إِذا لم يكن الْقلب هُوَ الذى يحمل الْكَفّ لم يحمل الساعد الْكَفّ وَقَالَ الواحدى قُوَّة الضَّرْب إِنَّمَا تكون بِالْقَلْبِ لَا بالكف فَإِذا لم يقو الْكَفّ بِقُوَّة الْقلب لم يَقُول الْكَفّ بِقُوَّة الساعد وَهَذَا معنى // جيد حسن //
١٥ - الْمَعْنى يَقُول كل وَاحِد من الشُّعَرَاء يدعى الشّعْر والقصائد تصدر عَنى قَالَ أَبُو الْفَتْح لَو قَالَ فكم مِنْهُم الدَّعْوَى وَمنى القصائد لَكَانَ أحسن وَأَشد مُبَالغَة لِأَنَّهَا تدل على كَثْرَة فعلهم وَقَالَ الواحدى يُرِيد كَثْرَة من يرى من الشُّعَرَاء المدعين وَأَن لَهُ التَّحْقِيق باسم الشَّاعِر لِأَنَّهُ هُوَ الذى يأتى بالقصائد لاهم
١٦ - الْمَعْنى يُرِيد أَنه فى الشُّعَرَاء أوحد كسيف الدولة أوحد لِأَن الْأَسْمَاء تجمع السيوف كَذَلِك اسْم الشُّعَرَاء وَلَكِن لَا سيف كسيف الدولة وَلَا شَاعِر مثلى فالسيوف لَهَا اسْم السيوف وَلَيْسوا كسيف الدولة وَكَذَلِكَ أَنا كَقَوْل الفرزدق
(فقد تلْتقى الأسماءُ فى النَّاس والكُنَى ... كثيرا ولَكنْ فُرِّقوا فى الْخَلَائق)
وَهَذَا من المخالص المحمودة الْحَسَنَة
١٧ - الْغَرِيب انتضيت السَّيْف سللته وجردته ونضا سَيْفه أَيْضا ونضوت الْبِلَاد قطعتها قَالَ تأبط شرا
(ولكنَّنى أرْوى مِن الْخمر هامَتى ... وأنضُو الفَلا بالشَّاحب المُتَشَلْشِل)
ونضا الخضاب نصل الْمَعْنى يَقُول كرم طبعه ينضيه فى الْحَرْب ويغمده مَا تعود من الْعَفو وَالْإِحْسَان فَلَيْسَ كسيوف الْحَدِيد الَّتِى تنتضى وتغمد
١٨ - الْمَعْنى يَقُول لما رَأَيْت النَّاس كلهم فى الْمحل والرتبة وَالْقدر دونه علمت أَن الدَّهْر ناقد للنَّاس يعْطى كل وَاحِد على قدر مَحَله واستحقاقه وَهَذَا على خلاف مَا يفعل الدَّهْر لِأَن الدَّهْر يرفع من لَا يسْتَحق ويحط من يسْتَحق فَهُوَ بعكس مَا قَالَ أَبُو الطّيب
١٩ - الْغَرِيب الطلى الرّقاب الْوَاحِدَة طلية وَقَالَ أَبُو عَمْرو وَالْفراء طلاة وأطلى الرجل مَالَتْ عُنُقه للْمَوْت والطلاء بِالْكَسْرِ مَا طبخ من عصير الْعِنَب حَتَّى يذهب ثُلُثَاهُ والطلى بِالْفَتْح الشَّخْص المطلى بالقطران وَهُوَ أَيْضا الْوَلَد من ذَوَات الظلْف وَأنْشد الأصمعى لزهير
(بهَا العِينُ والآرام يَمْشِينَ خِلْفَةً ... وأطْلاؤُها ينهضْن من كلَّ مَجْمَّمِ)
الْمَعْنى يَقُول أَحَق النَّاس بِأَن يُسمى سَيْفا أَو يكون صَاحب سيف وَولَايَة من لَا يخَاف الشدائد وَيضْرب الْأَعْنَاق وأحقهم بالإمارة من حَاله هَذِه وروى بالأمن يعْنى من الْأَعْدَاء وَقيل لَا يسْتَحق أَن يحمل سَيْفا إِلَّا من يضْرب بِهِ الْأَعْنَاق

1 / 270