سبب استيلاء الضلال على كثير من المتأخرين
ثم بعد ذلك بين الشيخ ﵀ -تلخيصًا لما مضى- بين أسباب الضلال عند أهل الكلام فقال: [وعلم أن الضلال والتهوك إنما استولى على كثير من المتأخرين بنبذهم كتاب الله وراء ظهورهم]، فالسبب الأول هو: نبذ كتاب الله وراء ظهورهم.
ثم قال ﵀: [وإعراضهم عما بعث الله به محمدًا ﷺ من البينات والهدى]، وهذا هو السبب الثاني في ضلال هؤلاء.
قال: [وتركهم البحث عن طريقة السابقين والتابعين]، وهذا هو السبب الثالث في ضلالهم.
قال: [والتماسهم علم معرفة الله ممن لم يعرف الله بإقراره على نفسه وبشهادة الأمة على ذلك] وهذا السبب الرابع، والإقرار الذي ذكره هو في النقول التي تقدمت، وشهادة الأمة على ذلك، أي: على أن كتبهم لا توصل المطالع فيها إلى خير، بل توصله إلى شك وضلال وحيرة، قال: [وبدلالات كثيرة] يعني: غير هذه المذكورة.
ثم قال: [وليس غرضي واحدًا معينًا] يعني: ليس غرضي بكلامي هذا واحدًا معينًا من أئمة الكلام، أو تحديد سبب من هذه الأسباب، [وإنما أصف نوع هؤلاء ونوع هؤلاء] يعني: أسباب ضلال هؤلاء في الجملة وليس سبب ضلال واحد منهم.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
3 / 10