أفضلية السلف إنما كانت بأفضلية علمهم بالله تعالى
ثم قال ﵀: [ثم كيف يكون خير قرون الأمة أنقص في العلم والحكمة -في الجملة- لا سيما العلم بالله وأحكام أسمائه وآياته]، أي: لأن غاية ما اهتم به الأنبياء والنبي ﷺ خصوصًا هو: تعليم الخلق وتعريفهم بربهم، فالنبي ﷺ اعتنى بهذا الأمر غاية العناية وتلقاه عنه الصحابة، فهم أعلم الخلق بالله ﷿ بعد الأنبياء، ولذلك كانوا أفضل الخلق بعد الأنبياء والرسل، وفضلهم تابع لعلمهم بالله ﷿، وذلك أن تحقيق العبادة إنما هو فرع عن تمام المعرفة بالله ﷿ فكلما ازدادت المعرفة به كلما زادت العبودية له وتحققت في الشخص.
ثم قال ﵀: [وإنما قدمت هذه المقدمة؛ لأن من استقرت هذه المقدمة عنده عرف طريق الهدى أين هو في هذا الباب وغيره، وعلم أن الضلال والتهوك إنما استولى على كثير من المتأخرين] .
بين الشيخ ﵀ سبب ذكر هذه المقدمة، وهي أنها تنفع في باب الأسماء والصفات وفي غيره من أبواب العلم، وأن الخير كل الخير فيما كان عليه السلف ﵏، وأن كل طريقة في باب الأسماء والصفات أو في غيرها من الأبواب خالفت طريقة السلف؛ فهي طريقة ضلال ولا يصل صاحبها إلى خير.
3 / 9