وزير كافور المعروف بابن حنزابة (٣٠٨؟ ٣٩١/ ٩٢١ - ١٠٠١) (١) وكان رجلًا مكرمًا للعلماء محبًا لهم. وحديثه في الكتاب يدل على أن ذلك الثغر كان ما يزال قائمًا بدوره وناسه كما عرفهم أبو عمر، ونحن نعرف ان نقفور قد أنهى " دور الرباط " الذي اضطلعت به طرسوس سنة ٣٥٤، وهذا يعني أن تأليف ذلك الكتاب تم بعد ذلك الحادث، وهو أمر مقبول من الوجهة الزمنية بالنسبة لحياة المؤلف وحياة الوزير نفسه، ولكننا لا ندري أية صلة للطرسوسي بمصر، إذ معظم نشاطه الذي نعرفه كان محصورًا في نطاق الديار الشامية. كذلك فأن عنوان الكتاب " سير الثغور " يعني انه يشمل ثغورًا أخرى عدا طرسوس (أنظر الملحقات) .
١ - (٢)
[قال في ذكر طرسوس ومنازلها]:ويلاصق شارع البرامكة إلى جهة الغرب دار راغب مولى الموفق بالله (٣) وهي الدار الصغيرة، فيها مواليه وموالياته وأولادهم في حُجَرٍ مفروزة، وكانت الرياسة فيهم إلى بشرى الراغبي، ثم انتقلت إلى أحمد ابن بشرى ووقوفهم بنقابلس وغيرها، وضياع في أعمال طرسوس بنواحي باب قَلَمْيَة (٤) منها ما يضمن ومنها ما يُقَوّم. .
تم تسير فتجد عجالين؟ يسارك إلى دار راغب الكبيرة، وهي على مثال
_________
(١) ترجمته في معجم الأدباء ٧: ١٦٣ - ١٧٧ وتاريخ بغداد ٧: ٣٣٤ ووفيات الأعيان: ٣٤٦.
(٢) بغية الطلب ٧: ١٣.
(٣) كان في طرسوس سنة ٢٨٤ وفي ذلك العام نشأت فتنة بينه وبين دميانة، لأن راغبًا ترك الدعاء لهارون بن خمارويه بن أحمد بن طولون ودعا لبدر مولى المعتضد فانتصر راغب وحمل دميانة إلى بغداد، وفي السنة التالية (٢٨٥) غزا في البحر، وغنم مراكب كثيرة وفتح عدة حصون (ابن الأثير ٧: ٤٨٤، ٤٩١) وفي التي تليها استدعاه المعتضد وهو بالرقة وحبسه بعد أيام (ابن الأثير ٧: ٤٩٦) .
(٤) قلمية تقع على ستة أميال من طرسوس (ابن الأثير ٧: ٤٠٦) وبها يسمى أحد أبواب طرسوس " باب قلمية " (معجم ياقوت ٤: ١٦٦) .
1 / 40