جماعة من الأعراب، وسار بهم إلى إلى نحو دمشق، فعاث في نواحيها، فندب للخروج إليه حسين بن حمدان، فخرج في جماعة وورد الخبر برجوعه إلى الدالية. فحدث محمد بن داود بن الجراح أن زكرويه بعد قتل صاحب الشامة انفذ رجلًا كان معلمًا للصبيان يقال له عبد الله بن سعيد، فتسمى نصرًا ليخفى أمره، فدار في أحياء كلب يدعوهم إلى رأيه، فاستجاب له جماعة من صعاليكهم وسقاطهم وسقاط العليصيين، فسار بهم إلى بصرى وأذرعات من كورتي حوران والبثنية، فقتل وسبى وأخذ الأموال. قال أنفذ زكرويه رجلًا يقال له القاسم بن أحمد داعية فصار إلى نحو رستاق نهر ملخانا، قال: فالتفت به طائفة فساروا حتى الكوفة حتى صبحوها غطاة يوم النحر، وهم غارون فوافو باب الكوفة عند انصراف الناس من المصلى، فأوقعوا بمن قدروا عليه وسلبوا وقتلوا نحوًا عشرين رجلًا، وكان رئيسهم هذا قد حملوه في قبة يقولون: هذا أبن رسول الله، وهو القاسم بن أحمد داعية زكروية وينادون: يا ثارات الحسين، يعنون بالحسين صاحب الشامة، وشعارهم يا محمد يا أحمد، يعنون أبني زكروية ويموهون بهذا القول على أهل الكوفة، ونذر بهم الناس فرموهم بالحجارة من المنازل.
٦ - (١)
سنة ٣٠٢: وفيها جلس الوزير علي بن عيسىللنظر في المظالم، وأحضر مجلسه المتنبي (٢) وكان محبوسًا ليخلي سبيله، فناظره القضاة والفقهاء، فقال: أنا أحمد النبي، ولي علامة في بطني خاتم النبوة، وكشف عن بطنه وأراهم شبيهًا بحبسه في المطبق.
_________
(١) بغية الطلب ١: ٣٤.
(٢) وهم علي بن منصور الحلبي المعروف بابن القارح فظن أن هذا المتنبي هو أبو الطيب، وذكر الحادثة في رسالته إلى المعري، والحادثة كانت سنة ٣٠٢ ولم يكن المتنبي ولد بعد، وأبو محمد عبد الله بن الحسين الكاتب القطربلي ومحمد بن أبي الأزهر ماتا جميعًا قبل أن يترعرع المتنبي ويعرف، وهذا المتنبي الذي أحضره علي بن عيسى هو رجل من أهل أصبهان تنبأ في أيام المقتدر يقال له أحمد بن عبد الرحيم الأصبهاني.
1 / 36