وابن أبي الأزهر في كتاب اجتمعا على تصنيفه، وأهل بغداد وأهل مصر يزعمون أنه لم يُصَنَّفْ في بغداد مثله لصغر حجمه وكبر علمه (ثم أورد حكاية المتنبي) (١) . وكان ردُّ أبي العلاء في توهين الحكاية أن المتنبي المذكور حبس بالعراق ولم يُعرف ذلك عن أبي الطيب لأنه إنما حبس في الشام (٢)، وأما اجتماع اثنتين على تأليف كتاب فذلك من الزّول - في رأي أبي العلاء - وذلك متعذَّر في بني آدم، إذ كانت الجبلة على الخلاف وقلة الموافقة (٣) . وما عدَّه أبو العلاء عجيبًا تؤكد وقوعه - رغم غرابته - تلك النقول الهامة التي أوردها ابن العديم في بغية الطلب.
أما القطربليّ المشارك في هذا التأليف فاسمه كما ذكر المسعودي، وكما أكد ذلك أيضًا ابن العديم، عبد لله بن الحسين بن سعد الكاتب. ويؤخذ من خبر عابر في وفيات الأعيان (٤) أنه كان صديقًا ليحيى بن علي المنجم وأن هذا أقام عدة أيام " في قصف وشرب وصبوح وغبوق " بمنزله في الرحبة (٥)، وعلى هذا ينتفي أن يكون القطربلي المشارك لابن ابي الأزهر في تأليف ذلك الكتاب هو الذي ذكره صاحب الفهرست باسم أحمد بن عبد لله بن الحسبن بن سعد بن مسعود القطربلي (٦)، فهذا هو القطربلي الإبن، وكان مهتمًا بالتاريخ مثل والده، وله كتاب التاريخ عمله إلى أيامه، وكتاب فقر البلغاء، وكتاب المنطق.
أما القطربلي الأب فقد كان له مؤلفات تمثل جهدًا مستقلًا عدا الجهد الذي بذله مع ابن أبي الأزهر في ذلك الكتاب المشترك. ويذكر المسعودي أن له: " كتاب التاريخ وأخبار الخلفاء من بني العباس وغيرهم " (٧)، ويبدو أن هذا يعني
_________
(١) رسالة ابن القارح إلى أبي العلاء (مطبوعة مع رسالة الغفران): ٢٥.
(٢) رسالة الغفران: ٤١٠.
(٣) رسالة الغفران: ٤١٦، والزول: العجب.
(٤) وفيات الأعيان ٦: ٢٠٠.
(٥) توفي ابن المنجم هذا سنة ٣٠٠هـ؟.
(٦) الفهرست: ١٣٨، وقد ورد هذا الخطأ في التعليق على رسالة الغفران: ٤١٠.
(٧) مروج الذهب ١: ١٦.
1 / 26