أسرار البلاغة - ت محمود شاكر

Abd al-Qahir al-Jurjani d. 471 AH
17

أسرار البلاغة - ت محمود شاكر

أسرار البلاغة - ت محمود شاكر

Penerbit

مطبعة المدني بالقاهرة

Lokasi Penerbit

دار المدني بجدة

Genre-genre

فصل في قسمة التجنيس وتنويعه فالذي يجب عليه الاعتماد في هذا الفنّ، أن التوهُّم على ضربين: ضربٍ يستحكم حتى يبلُغ أن يصيرَ اعتقادًا، وضربٍ لا يبلغ ذلك المبلغ، ولكنه شيءٌ يجري في الخاطر، وأنت تعرف ذلك وتتصور وَزْنه إذا نظرت إلى الفرق بين الشيئين يشتبهان الشَبَهَ التامَّ؛ والشيئين يشبه أحدُهما بالآخر على ضرب من التقريب، فاعرفه، وأما الحشو فإنما كُرِهَ وذُمَّ وأُنْكر ورُدَّ، لأنه خلا من الفائدة، ولم يَحْلَ منه بعائدةٍ، ولو أفاد لم يكن حشوًا، ولم يُدْعَ لغْوًا، وقد تراه مع إطلاق هذا الاسم عليه واقعًا من القَبُول أحسنَ موقعَ، ومُدْركًا من الرّضَى أجزلَ حظّ، وذاك لإفادته إيَّاك، على مجيئه مجيءَ ما لا يعوّلَ في الإفادة عليه، ولا طائل للسامع لديه، فيكون مَثَلُه مَثَلَ الحَسَنةِ تَأتيك من حيث لم ترقبها، والنافعةِ أتتك ولم تحتسبها، وربّمَا رُزِقَ الطُّفَيْليُّ ظَرْفًَا يحظَى به حتى يحلَّ محلّ الأضياف الذين وقعَ الاحتشاد لهم، والأحباب الذين وُثِقَ بالأُنس منهم وبهم،

1 / 19