وعندما عزل من وظيفته في الحكومة لأسباب ليست كلها صحفية اعتمد على سمعته الكتابية، فأسس جريدة أسبوعية باسم «حبزبوز»، لكن التجربة أثبتت أن أحسن كتاباته وأشدها جرأة تلك التي كتبها في جريدة «البلاد» لذيوع الجريدة ومركزها الممتاز من ناحية، وللجو الطليق الذي خلقته له آخذة على نفسها ما يكتب من ناحية ثانية، فلم يكن يهمه أن يرضي فلان أو يغضب علان، ولا أن يكسب مشتركا في جريدته، أو تحرم الجريدة من إعلان كما صار شأنه بعد أن أصبح صحفيا.
ظهرت جريدة «حبزبوز» يوم 29 أيلول «سبتمبر» سنة 1931 وقد قدمها للجمهور بهذه المقدمة، وهي تصور أسلوبه وتفكيره:
باسمك اللهم
من «أ. حبزبوز» إلى الشعب العراقي الكريم
الحمد لله، والصلاة على خير خلقه، وبعد؛ يعلم القراء أنني أكاتب الصحف العراقية منذ بضع سنوات بأسماء مستعارة مختلفة، فكان للأخير منها اسم «أحبزبز»، ومن بعد أن ضايقتني الجهات المعلومة - وهي محقة بذلك - تقلص هذا الاسم فصار (أ. حبزبوز) وهو الذي - على ما أعلم
2 - قضى على حياتي في الوظيفة، ومن أجل ذلك اتخذته عنوانا لصحيفتي هذه، وكنت منذ زمن بعيد أشعر بالرغبة عن حياة التوظيف راغبا في الصحافة، ولا سيما الفكاهية منها، والحمد لله على الخاتمة.
خطتي:
إن هذه الصحيفة فكاهية أدبية فنية بحتة - على طول! - لا علاقة لها - توبة أستغفر الله العظيم! - بالسياسة والأحزاب مطلقا.
تختلف الظنون على مبدئي وتحوم الشكوك حول نزعتي! لذا وددت أن أزيح الستار وأقدم نفسي - بريزنته - إلى القراء.
يراني البعض كثير الاتصال بأشخاص الوزارة الحاليين معجبا برئيسهم الشاب النبيل، فيظنني «عهدي»، وفي الحقيقة أني أقسم لكم بقضبان الحديد في «البالكون المعهود»
Halaman tidak diketahui