Saad Zaghloul Pemimpin Revolusi
سعد زغلول زعيم الثورة
Genre-genre
كتب سعد وهو في نحو العشرين من عمره في الوقائع المصرية - صحيفة الحكومة - يشهر بالاستبداد، ويحض الناس على دفعه، ويستشهد بقول النبي عليه السلام: «إن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه، أوشك أن يعمهم الله بعقاب من عنده.» ويختم كتابته بقوله: «إن شريعتنا شريعة سمحة، تأبى أن يتولى أمور ذويها من لا يراعون للشرع حرمة ولا يحفظون للسنة ذمة، وتوجب الشورى على كل من الرعية والحاكم جميعا؛ ذلك هو الحق، والله يهدي من يشاء إلى سواء السبيل.»
ويروى عن السيد جمال الدين الأفغاني أنه أمر تلاميذه بالكتابة في موضوع الحرية، فكان سعد - وهو أصغر التلاميذ سنا - أحسنهم كتابة في هذا الموضوع؛ فقال السيد: «إن من علامة نشأة الحرية في هذه الأمة ألا يجيد الكتابة فيها إلا ناشئ كهذا الفتى!»
حضرته أثناء الحرب العظمى يسمع قصيدة حافظ العمرية، فما استعاد ولا صفق فيها لأبيات كما استعاد أبيات الشورى وصفق لها، حتى مال إليه محمد محمود باشا يداعبه قائلا: «معلوم! وكيل الجمعية التشريعية.»
فكراهة الاستبداد في طبعه ...
وقيادة الشعوب في طبعه ...
ولو لم يكن حبه الحرية مصلحة عامة وعقيدة راسخة، لكان مصلحة خاصة تقوم عنده مقام العقيدة؛ فهو يذود عن كبريائه حين يقضي للفلاح بحق الحرية، ولا يرى فيه رأي الزملاء من حكام الترك الذي يقضون عليه بالخضوع، ويقضون لنفسهم بالسيادة. ومن اتفقت له كراهة الاستبداد والقدرة على دفعه، واستنهاض الشعب إلى صدع قيوده، والشعور مع الشعب بعزته وهوانه، فقد رشحته إرادة الغيب، ولم ترشحه إرادة الناس للزعامة والاضطلاع بهذه الأمانة، واصطلحت هداية الإلهام وهداية التفكير على تقديمه لهذا الأمير الكبير.
لقد وجدت الأمة المصرية نفسها على يدي سعد، ولم يكن لها قط وجود أكمل من وجودها إلى جانب هذا الزعيم، وهذا أثر لزعامته لا شك فيه! وهذا وحده في عالم السياسة أثر يعلو على جميع الآثار.
Halaman tidak diketahui