Visi Allah
رؤية الله تعالى بين العقل و النقل
Genre-genre
ثانيا: أن تكون الرؤية لجزء من أجزاء الذات الإلهية لا كل الذات، وأن ينظر إلى جانب من جوانب وجود الله لا كل الجوانب وهذا يستلزم التجزيء لله، وتركيب ذاته المقدسة. وكل هذا محال على الله سبحانه؛ لأن الله غير محدود، ولا يتواجد في نقطة مادية معينة دون غيرها، وذاته غير قابلة للتجزئ والتركيب المادي، ناهيك عن أن للأجسام المادية المرئية لونا أو ألوانا خاصة بها حتى تكون قابلة للرؤية وهذا أيضا مستحيل على الله عز وجل(1).
3 يقول الشيخ محمد جواد مغنية: ومما استدل به الملا صدر(2) على امتناع الرؤية قوله: (( ان الإحساس بالشيء حالة وضعية للجوهر الحاس بالقياس إلى المحسوس الوضعي، ففرض ما لا وضع له أنه محسوس كفرض مالا جهة له أنه في جهة )).
ويعلق العلامة محمد جواد قائلا: (( يريد بقوله هذا على ما أرى أن العين لا ترى الشيء إلا بشرطين:
الأول: أن تكون (العين) أهلا للنظر.
الثاني: أن يكون الشيء أهلا لأن ينظر بالعين، وهذا شيء بديهي، فإذا فقدت العين أهلية النظر أولم يكن الشيء مؤهلا للنظر بالعين انتفت الرؤية قهرا.
والعين أصغر وأحقر من أن ترى الذات القدسية الأحدية كما أنه جل وعلا أعظم من أن يرى بالعين(3).
والخلاصة: أن الله سبحانه كان قبل خلق الوجود كله ولم تتحول ذاته، أو تتبدل صفاته بعد الخلق عما كانت عليه قبله، فلا تتصل ذاته سبحانه بشيء من مخلوقاته كما أنها لا تنفصل عنها؛ لأن كل ذلك من صفات الحوادث، ومن ثم كان إدراك كنهها مستحيلا عقلا ونقلا، وإنما غاية المعرفة بها الشعور بالعجز عن إدراك كنهها كما قيل: ((العجز عن الإدرك هو الإدراك )) (4).
وأما النقلية فبعضها من الكتاب وبعضها من السنة.
Halaman 101