الرد على ابن غرسية منشئ الرسالة المتقدمة، مما عنى بإنشائه وتأليفه الشيخ المبارك الأفضل أبو يحيى بن مسعدة نفعه الله بها وجعلها
حجَّةً له عند الحاجة إليها (*)
ومن يعصِ أطراف الزجاج فإنه … يطيع العوالي ركبتُ كلَّ لَهذَمِ (^١)
إياك أعنى أبا عامر، ولا أقول خامري أمَّ عامر (^٢)، بل أعربك جنى غرسيه (^٣)، فالتقط يا لقيط غرسية (^٤).
هيهات جئت إلى دفلى تحركها … مستطعمًا عنبًا حرَّكت فالتقط (^٥)
شربك الحميم، وشعارى لك حاميم (^٦)، فاخلع عن مقلدك البريم (^٧)، وذق إنكَ أنت العزيز الكريم.
رميت بما لو أنّ الجنّ ترمى … به لتنهبتها الإنسُ نهبا
لمن بعثت يا غثيث من هامد دجنك أوارا، وأرثت من خامد ابنك نارا (^٨).
وإن النار بالعودين تذكى … وإنّ الحرب يقدمها الكلام (^٩)
(*) هذا الرد لم يرد في نسخة الذخيرة.
(^١) البيت من معلقة زهير.
(^٢) أم عامر: كنية الضبع. يقال لها خامرى، أي استتري.
(^٣) أعراه النخلة: أعطاه إياها يأكل رطبها. وغرسية، أي غرسى، زاد هاء السكت.
(^٤) يعنى أن أباه غرسية التقطه وتبناه.
(^٥) الدفلى، كذكرى: شجر مر أخضر حسن المنظر يكون في الأودية.
(^٦) جاء في حديث الجهاد: «إذا بيتم فقولوا حاميم، لا ينصرون». فهي مما يستظهر به على استنزال النصر على العدو. وأنشد أبو عبيدة لشريح بن أوفى العبسي:
يذكرني حاميم والرمح شاجر … فهلا تلا حاميم قبل التقدم
(^٧) البريم: خيطان يكونان من لونين.
(^٨) جمع ابنة بالضم، وهي العيب والوصمة.
(^٩) من أبيات مشهورة لنصر بن سيار. البيان والتبيين (١: ١٥٨) والطبري (٩: ٩٢). ويروى: «أولها الكلام».