ومقتضى قول هذه الطائفة: أن رسول الله ﷺ أضل أمته بإخباره إياهم أن هذا القرآن هذا الكتاب العربي الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد.
وأما مخالفتهم للمسلمين، فإن المسلمين أجمعوا على أن القرآن أنزل على محمد ﷺ، وأجمعوا على أنه معجزه الدال على صدقه ونبوته، وأجمعوا على أن في القرآن ناسخا ومنسوخا، ومحكما ومتشابها، وقصصا وأمثالا، وهذه إنما هو هذا الكتاب.١
ولما اختلف أهل السنة والمعتزلة٢في القرآن: هل هو
_________
١ انظر: "الصراط المستقيم في إثبات الحرف القديم" للمؤلف (ص٣٥)، "البرهان في بيان القرآن" للمؤلف (ص٥٢) .
٢ المعتزلة طائفة من طوائف أهل الكلام، وقد اختلف في سبب تسميتهم بهذا الاسم على أقوال كثيرة، وهم فرق شتى، لكن يجمعها خمسة أصول هي: التوحيد، والعدل، والوعد والوعيد، والمنزلة بين المنزلتين، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
1 / 44