220

Risalah dalam Teologi dan Politik

رسالة في اللاهوت والسياسة

Genre-genre

11

مثلا قريب العهد لهذه المأساة؛ فبعد أن بحث عن أسباب يتذرع بها - تحت ستار من القانون - لاغتيال الملك، تصور أنه استطاع فعلا أن يغير شكل الحكومة، ولكنه بعد إراقة الدماء لم يفعل إلا أن هتف باسم ملك جديد (وكأن المسألة هي مجرد تغيير الاسم). ولم يكن في متناول يد هذا الملك الجديد، كي يبقى في الحكم، من وسيلة إلا أن يستأصل كلية سلالة الملك المخلوع، ويغتال أصدقاءه أو من يظن أنهم أصدقاؤه ويقضي بالحرب على الاضطرابات التي سببها الفراغ في وقت السلم، حتى تعيش العامة مع أفكار جديدة وتنشغل بها عن اغتيال الملك. وبعد وقت متأخر أدرك الشعب أنه لم يعمل شيئا لخلاص الوطن، بل انتهك حق ملكه الشرعي وغير النظام الموجود بنظام أسوأ منه. ومن ثم قرر - بعد أن عادت إليه حريته - أن يرجع إلى الأوضاع القديمة، ولم يهدأ إلا بعد أن عاد كل شيء إلى سيرته الأولى. وقد يدعي أحد أن الشعب الروماني يعطينا مثلا مناقضا، لأنه لم يجد أي عناء في التخلص من طاغية، ولكني أعتقد، بعكس ذلك، أن هذا المثل يؤكد نظريتي كل التأكيد؛ فقد استطاع الشعب الروماني بمزيد من السهولة التخلص من الطاغية واستبدال نظام الحكم لأن حق اختيار الملك أو خلفائه كان يرجع إلى الشعب نفسه، بالإضافة إلى أن هذا الشعب (الذي كان يتألف في معظمه من منشقين ومثيرين للفتن) لم يتعود على طاعة الملوك؛ فقد قتل من بين ملوكه الستة ثلاثة. وبالرغم من ذلك فإن كل ما فعله هو أنه اختار بدلا من طاغية واحد طغاة كثيرين، أبقوه بسبب الحروب الداخلية والخارجية في أسوأ حالات التمزق، حتى عادت السلطة أخيرا إلى التركز في يد ملك واحد، بعد أن تغير اسمه فقط، كما هو الحال في إنجلترا.

أما جماعة الولايات الهولندية فهي على ما أعلم لم تعترف بملوك يتولون حكمها، بل على أكثر تقدير اعترفت بحكام (كونتات) لم يفوض لهم حق السلطة في أي وقت. وكما أعلنت السلطات العليا للولايات الهولندية

12

في تصريح صدر في عهد الكونت ليسستر، فإنها احتفظت لنفسها بسلطة استدعاء «الكونتات» لخدمتها، واحتفظت لنفسها دائما بالسلطة الضرورية للدفاع عن كرامتها وعن حرية مواطنيها انتقاما من «الكونتات» لو أنهم انساقوا في تيار الطغيان، وللسيطرة عليهم بحيث يستحيل عليهم عمل شيء دون تصريح الدويلات وموافقتها. ونتج عن ذلك أن ظل حق السيادة العليا في يد هذه الولايات، وعندما أراد آخر كونت اغتصاب هذه السيادة لم يستطع سلبها حقها واستعادت الولايات سلطتها القديمة الضائعة.

هذه الأمثلة تؤكد نظريتي القائلة: إن على كل دولة أن تحتفظ بنظام الحكم الذي يسود فيها، وإن تغييره يؤدي إلى تعريضها للانهيار التام. هذه هي الملاحظات التي رأيت أن من واجبي إبداءها في هذا الموضوع.

الفصل التاسع عشر

السلطة الحاكمة هي وحدها صاحبة الحق في تنظيم الشئون الدينية

وفيه نبين أن السلطة الحاكمة هي وحدها صاحبة الحق في تنظيم الشئون الدينية،

1

Halaman tidak diketahui