175

Risalah dalam Teologi dan Politik

رسالة في اللاهوت والسياسة

Genre-genre

42

الشعائر إلى المعبد من جديد بمدة طويلة، وأنها دونت لأنه انتشرت في ذلك الحين كتب مزيفة لدانيال وعزرا وإستير كتبها قوم مغرضون، ينتمون ولا شك إلى شيعة الصدوقيين.

43

والواقع أن الفريسيين لم يقبلوا مطلقا هذه الأسفار، على ما أعلم. ومع أن بعضا من الأساطير المتضمنة فيما يسمى بالكتاب الرابع لعزرا موجودة في التلمود فلا ينبغي مع ذلك نسبتها إلى الفريسيين؛ إذ لا يوجد شارح منهم - إلا إذا كان في غاية الغباء - لم ير أن هذه الأساطير إضافة من مازح ثقيل. بل إنني أعتقد أن الدافع على هذا العمل الهزلي هو إضعاف الثقة في التراث المنقول أمام الملأ، وربما دونت هذه الأسفار ونشرت في ذلك العصر لتبين للشعب تحقق نبوات داينال لتقوية عاطفته الدينية وحتى لا ييأس من المستقبل أو من خلاصه من المصائب المتلاحقة عليه في ذلك الزمان. وسواء أكانت هذه الأسفار قد دونت في وقت مبكر أم في وقت متأخر، فقد تسربت إليها أخطاء كثيرة بسبب سرعة الناسخين الفائقة على ما أعتقد. والواقع أننا نجد في هذه الأسفار وفي غيرها، بل في هذه الأسفار أكثر من غيرها، بعضا من هذه التعليقات الهامشية التي تحدثنا عنها في الفصل السابق، وكذلك بعض الفقرات لا يمكن تفسيرها إلا بخطأ في النسخ. وقبل أن أبين ذلك، أود أن أنوه أننا إذا أردنا التسليم مع الفريسيين بأن التعليقات الهامشية لهذه النصوص ترجع إلى المؤلفين الأوائل للأسفار، فيجب أن نقول ضرورة - إن كان المؤلفون أكثر من واحد - إنهم أوردوها لأن نص أسفار الأخبار التي استمدوا منها معلوماتهم والتي نقلوها لم يكن مكتوبا بعناية، وأنهم لم يجرءوا على تصحيح نص قديم تركه الأجداد بالرغم من وضوح بعض الأخطاء. ولا أريد أن أرجع إلى موضوع ناقشناه من قبل، ومن ثم فسأنتقل الآن إلى بعض الأخطاء التي لم ترد ملاحظات عنها في الهامش: (1)

لا أدري عدد الأخطاء التي يتعين علي أن أقول إنها تسربت إلى الإصحاح الثاني من عزرا، ففي الآية 64

44

يذكر المجموع الكلي لجميع ما تم حصره في مجموعات في الإصحاح وهو 42360، ولكننا إذا قمنا بحساب المجاميع الجزئية وجدنا 29818 فقط. فهناك إذن خطأ في المجموع الكلي أو في المجاميع الجزئية. ومع ذلك يبدو أن المجموع الكلي صحيح لأن الكل قد حفظه كشيء جدير بالتذكر، على حين أن الأمر ليس كذلك بالنسبة إلى المجاميع الجزئية، فلو كان الخطأ قد وقع في المجموع الكلي لأدركه الجميع في الحال ولقاموا بتصحيحه، وهذا ما يؤكده أيضا الإصحاح 7 من نحميا، الذي يكرر إصحاح عزرا هذا، (المسمى برسالة الأنساب)، كما تشير إلى ذلك صراحة الآية 5

45

والتي تتفق تماما مع الإشارة التي يعطيها سفر عزرا بشأن المجموع الكلي، على حين أن هناك اختلافات كثيرة فيما يتعلق بالمجاميع الجزئية، بعضها أقل مما ورد في عزرا والبعض الآخر أكثر، كما أن المجموع الكلي لهذه المجاميع الجزئية 31089. فلا يمكن إذن أن يكون هناك شك في وجود أخطاء كثيرة في المجاميع الجزئية وحدها، سواء ما ورد منها في عزرا أو في نحميا، ويبذل الشراح الذين يحاولون التوفيق بين هذه التناقضات الظاهرة قصارى جهدهم لاختلاق تفسير ما، ولا يرون أنهم بتقديسهم لحروف الكتاب وكلماته يضعون مؤلفي الأسفار موضع السخرية، كما لحظنا من قبل؛ إذ يجعلون منهم أناسا لم يكونوا يعرفون كيف يتحدثون أو ينظمون موضوعات حديثهم، بل إن كل ما يفعلونه هو أنهم يجعلون نص الكتاب الواضح غامضا تماما؛ ذلك لأنه إذا استباح المرء لنفسه أن يفسر جميع نصوص الكتب المقدسة على طريقتهم فلن يبقى لدينا نص واحد لا يمكن الشك في معناه الحقيقي. وليس هناك ما يدعو إلى التوقف كثيرا عند هذا الموضوع؛ لأني مقتنع تماما بأنه لو أراد مؤرخ ما محاكاة الطريقة التي ينسبونها بإيمانهم إلى مؤلفي التوراة، لانهالوا عليه هم أنفسهم بالسخرية والازدراء. وإذا كان هؤلاء الشراح يظنون أن المرء يجدف على الله عندما يقول: «إن الكتاب محرف في بعض نصوصه.» فإني أتساءل: أي اسم أطلقه على أولئك الذين يقحمون في الكتب المقدسة ما يشاءون من البدع؟ أولئك الذين يحطون من قدر المؤرخين المقدسين حتى يبدوا وكأنهم يهذون ويخلطون في كل شيء؟ أولئك الذين يرفضون من الكتاب أوضحه وأكثره بداهة؟ فأي شيء في الكتاب أوضح مما قصد إليه عزرا ورفاقه في رسالة الأنساب المكررة في الإصحاح 2 من الكتاب الذي يحمل اسمه، عندما قسموا في مجموعات العدد الكلي للإسرائيليين الذين ذهبوا إلى أورشليم؟ لا سيما أنهم لا يعطوننا فقط عدد من استطاعوا أن يعرفوا أنسابهم، بل ولا يعطوننا أيضا عدد من لم يستطيعوا معرفتها، أي شيء أوضح مما تذكره الآية 5 في الإصحاح 7

46

Halaman tidak diketahui