153

Kitab al-Riddat

كتاب الردة

Penyiasat

يحيى الجبوري

Penerbit

دار الغرب الإسلامي

Nombor Edisi

الأولى

Tahun Penerbitan

١٤١٠ هـ - ١٩٩٠ م

Lokasi Penerbit

بيروت

٦- فَرَجْتَهُ بِالَّتِي [١] لَيْسَتْ بِمُنْكَرَةٍ ... مِثْلَ الْعِدَاةِ فَحُزْتَ الْوِرْدَ وَالصَّدْرَا ٧- بُؤْسًا وَتَعْسًا لِمَنْ نَاوَاكَ فِي رَهَجٍ ... لاقَى الْحِمَامَ وَلاقَى حَيَّةً ذَكَرَا [٢] قَالَ: فَلَمَّا انْتَهَتْ هَذِهِ الأَبْيَاتُ إِلَى الْعَلاءِ بْنِ الْحَضْرَمِيِّ، عَلِمَ أَنَّهُ أَمَرَ بِبَيَاتِ الْقَوْمِ، وَعَزَمَ عَلَى ذَلِكَ، ثُمَّ بَعَثَ إِلَى أُولَئِكَ الْمُحَاصَرِينَ في الحصن: (أن كانوا عَلَى أُهْبَةِ الْحَرْبِ، فَإِذَا عَلِمْتُمْ أَنِّي قَدْ كَبَسْتُهُمْ [٣] وَسَمِعْتُمُ الْمَعْمَعَةَ [٤] فَاخْرُجُوا عَلَيْهِمْ، فَإِنِّي أَرْجُو أَنْ يُمَكِّنَ اللَّهُ مِنْهُمْ) . قَالَ: وَبَاتَ الْعَلاءُ بْنُ الْحَضْرَمِيِّ فِي لَيْلَتِهِ تِلْكَ يُشَجِّعُ النَّاسَ وَيُقَوِّي قُلُوبَهُمْ وَعَزْمَهُمْ، وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْفَزَعِ وَالْفَشَلِ، قَالَ: ثُمَّ إِنَّهُ دَعَا بِرَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِهِ وَقَالَ لَهُ: امْضِ وَتَجَسَّسْ لِي الْخَبَرَ مِنَ الْقَوْمِ، قَالَ: فَمَضَى ذَلِكَ الرَّجُلُ، فَلَمَّا كَانَ وَقَدْ قَرُبَ انْفِجَارُ الصُّبْحِ، إِذَا بِالرَّجُلِ قَدْ وَافَاهُ فَقَالَ: أَيُّهَا الأَمِيرُ، قُمْ فَقَدْ أَمْكَنَكَ اللَّهُ مِنَ الْقَوْمِ، وَذَلِكَ أَنِّي قَدْ أَشْرَفْتُ إِلَى مُعَسْكَرِهِمْ فَلَمْ أَسْمَعْ لَهُمْ حَرَكَةً، وَالْقَوْمُ عِنْدِي سُكَارَى لا يَعْقِلُونَ. قَالَ: فَعِنْدَهَا نَادَى الْعَلاءُ بْنُ الْحَضْرَمِيِّ فِي أَصْحَابِهِ، فَرَكِبَ فَسَارَ نَحْوَ الْقَوْمِ رُوَيْدًا رُوَيْدًا، حَتَّى إِذَا عَايَنَ عَسْكَرَهُمْ أَكَبَّ عَلَيْهِمُ الْخَيْلَ، فَلَمْ يَشْعُرِ [٥] الْفُرْسُ وَمَنْ مَعَهُمْ مِنَ الْعَرَبِ إِلا وَحَوَافِرُ الْخَيْلِ تَطَؤُهُمْ، فَاسْتَيْقَظُوا فَزِعِينَ، فَأَخَذَتْهُمُ السُّيُوفُ. قَالَ: وَفَتَحَ أُولَئِكَ الْمُحَاصَرُونَ [٦] مِنْ بَابِ الْحِصْنِ، وَخَرَجُوا مِنْ ورائهم،

[١] في الأصل: (بالذي) . [٢] في الأصل: (حية الذكرا) . حية ذكر: أي شجاع، والحية تكون للذكر والأنثى، وقد روى عن العرب: (رأيت حيّا على حية)، أي ذكرا على أنثى، وفلان حية ذكر، أي شجاع شديد (اللسان: حيا) . [٣] كبستهم: أي هجمت عليهم، وكبسوا دار فلان: أغاروا عليها فجأة. (الصحاح: كبس) . [٤] في الأصل: (المدمعة) . المعمعة: صوت الأبطال في الحرب، وصوت الحريق في القصب. (الصحاح: معمع) . [٥] في الأصل: (فلم يشعروا الفرس) . [٦] في الأصل: (المحاصرين) .

1 / 160