Tarikh al-Banakti
تأريخ البنكتي
Genre-genre
حكاية:
قال المنصور ذات ليلة للوزير: ادع لنا جعفر الصادق فى خلوة؛ لأنى أريد أن أهلكه، فقال الوزير: إنه مستقر فى الكوفة وعكف على العبادة، وإن طلب إيذائه ليس مباركا، فلم يستمع الخليفة، وأمر بإحضار الصادق، وقال لغلمانه: عند ما يدخل الصادق وأرفع القلنسوة اقتلوه، ولما دخل الصادق من الباب وقف الخليفة واستقبله بتواضع، وقال: أى حاجة لك؟، قال الصادق: ألا تستدعنى وأن تتركنى أعمل الطاعات لله، فرده الخليفة معززا بعد ذلك وارتعش جسده على فجأة وخر مغشيا عليه، ولما عاد إليه وعيه، قالوا: ماذا جرى؟، قال: حينما قدم الصادق رأيت تنينا وضعت شفة تحت الصفة والشفة الأخرى فوقها، وقال: إذا ما آذيته أبتلعك مع هذه الصفة ولم أعلم من خوفى ما ذا أصنع؟؛ فسألته المعذرة ورددته وغبت عن وعيى.
فاختلى جعفر الصادق مدة، فمضى إليه سفيان الثورى، وقال: إن الناس محرومون من مواعظ كلماتك، فلم اعتزلت؟، قال: بعد هذه العزلة أفضل، فسد الزمان وتغير الإخوان، وأنشد هذه الأبيات:
ذهب الوفاء ذهاب أمس الذاهب
والناس بين مخائل ومآرب
يغشون بينهم المحبة والوفا
وقلوبهم محشوة بعقارب
وتوفى أبو حنيفة بن النعمان بن ثابت الكوفى مولى تيم الان بن بكر بن وائل تلميذ الإمام جعفر الصادق، وأستاذ داود الطابى فى رجب سنة مائة وخمسين، وهو ساجد فى الصلاة، وكان فى الثمانين من عمره.
حكاية:
عقد المنصور مجمعا واستدعى علماء بغداد، وأمرهم بأن يكتبوا باسم كل عبد ضياعا، بعضها يدر دخلا وبعضها تمتلك وبعضها بالوقف، وبعد ذلك حمل عبد هذا الأمر إلى الشعبى أستاذ أبى حنيفة، وقال: يأمر أمير المؤمنين أن تكتب الشهادة، فكتب الشعبى وكتب جميع الفقهاء، فحملها إلى أبى حنيفة الذى قال: أين ينبغى رؤية الخليفة؟، هل يأتى الخليفة هنا أم أذهب إليه حتى تكون الشهادة صحيحة؟، فقال الغلام:
Halaman 150