229

============================================================

الجنيد رضى الله عنه ما بال الإنسان يكون هاديا فإذا سمع السماع اضطرب، فقال ان الله سبحانه وتعالى لما خاطب الذر فى الميثاق الأول فى قوله تعالى *ألست بربكم قالوا بلى}(1) استفرغت عذوبة سماع الكلام الأرواح فإذا سمعوا السماع حركهم ذكر ذلك: وسئل أبو إسحق الخواص رضى الله عنه ما بال الإنسان يتحرك عند سماع غير القرآن ويجد مالايجد فى سماع القرآن فقال إن سماع القرآن صدمة لايمكن لأحد أن يتحرك فيه لشدة غلبته، وسماع القول ترويح فيتحرك فيه: وسئل ذو النون رضى الله عنه عن السماع فقال وارد حتى يزعج القلوب إلى الحق فمن أصغى إليه بحق تحقق ومن أصغى إليه بفسق تزندق وقال أبو القاسم النصراباذى السماع على قدر قوة القلب وصفائه وكشفه من الله عجائب القرب والغيب وقال أبو القاسم الجنيد رضي الله عنه الرحمة تنزل على الفقراء فى ثلاثة مواطن عند السماع لأنهم لا يسمعون إلا عن حق ولا يقومون إلا عن وجد وعند اكل الطعام فإنهم لا يأكلون إلا عن فاقة وعند مجاراة العلم فإنهم لايذكرون إلا صفة الأولياء: المكاية الساوسة والسعون بعد المافتين روى أته صاح الشبلى رضى الله عنه يوما فى السماع فقيل له في ذلك فقال : و يسمعون كما سمعت كلامها خروا لعزة ركعا وسجودا وسمع أيضا يوما منشدا يقول : أسائل عن سلمى فهل من مخبر يكون له علم بها أين تزل فصاح وقال والله ما فى الدارين عنه مخبر وسمع أيو الحسن النووى رضى الله عنه منشدا يقول : مارلت أنزل من ودادك منزلا تحير الألباب دون نزوله فتواجد وهام فى الصحراء ووقع فى أجمة قصب قد قطع وبقيت أصوله مثل السيوف فكان يمشي عليها ويعيد البيت إلى الغداة والدم يسيل من رجليه ثم وقع مثل السكران فورمت قدماه ومات رحمة الله عليه (1) سورة الاعراف : الآية 172

Halaman 229