206

Rasail Hikma

Genre-genre

============================================================

منه إليه.

تعالى بديع العقل والأجناس، المكون بأمره الهيولى والأشخاص ، وخالقها وبارئها، ومحركها إلى آغراضها ومجريها، القائم بالناسوت بالعجز حينا ثم بالقدرة، الموحي إلى كل معلول منه أمره ، الجاعل لكل علة منه مقاما معلوما، ورسما مرسوما، يسبح في دائرته، ويدور على مركز درايته، ولا يخرج من آفق رايته1 ، يطيعه في فعله، ويسبحه بعقله.

سبوحا له سبوحا، منزه عن الضد والأنداد سبوحا، لا يحيط به رسم، ولا ينطلق عليه اسم، ولا ينحصر في العلم، ولا يتصور في الوهم، بل ينتهي المخلوق من حيث هو إلى مثله، ويهجم به الطلب إلى جنسه و شكله. وهل يرى الناظر في النور إلا بمثل ما يرى فيه من الكثافة، أم هل يدرك الكثيف للطيف إلا بمادة من اللطافة؟

فاستبشروا معاشر الموحدين بما امدكم به مولانا جل ذكره على يد ولي مانكم بتاييد من لطيف حكمته، واحمدوه على ما نشر عليكم من ظل ارحمته، إذ اوصلكم وهداكم إلى ولاية وليه ومعرفته، فاعملوا بطاعته ، وتمسكوا بمحبته؛ واعلموا انكم عبيده في قبضته، وهو رب العرش مولاكم، يعلم سركم ونجواكم، وينظر إلى أعمالكم ويراكم، فاجتنبوه في اسر والجهر، إنه عليم بكم ذو خبر فقد فاز منكم من كان له وليا وبعهده وميثاقه وفيا، وبحكمه رضيا: أولائك يدخلون الجنة ولا يظلمون شيئا؛ وأما من لاذ بحرمه، وانفرد بكتمان سره، فقد فاز بنائله وبره وهو صاحب العزة والنصرة، ومالك القدرة، ومفني الفقر والعسرة، والمستولي على الكرة، مرارا غير مرة، ومجلي حنادس ظلمات الفترة،

Halaman 666