============================================================
واول ما كنت حذرتكم من نشتكين الدرزي والبرذعي وأصحابهما، وما كانوا فيه من الأفعال1 الردية، وكنت قد بينت لكم في كتاب البلاغ والنهاية بان السدق دليل على الإمام، وأنا ذلك، والكذب دليل على ضد الإمام، لأن السدق ثلاثة أحرف، والكذب ثلاثة أحرف، وهما يتشابهان في عدد الأحرف، لكنهما يفترقان في الصورة والمعنى. واعلموا بان الدرزي والبرذعي نطقا بغير معرفة ولا علم، وعملا لغير وجه مولانا جل ذكره، واعليا البناء بغير آساس، وما اصاب أحدا منهما ما اصابه الا باستحقاق وعدل من المولى سبحانه2 على يدي، وقد رفعت اسمه الحضرة اللاهوتية في جملة اسماء كثيرة، وقد سألني مرارا بكثرة ان ادفع إليه شيئا من كتب التوحيد مما الفته ، فلم افعل ذلك، مما تفرست فيه من العاقبة الردية؛ وقد قال صاحب الشريعة: احذروا من فراسة الأمن فيكم فإنه ينظر بنور الله، والمؤمن هاهنا هو الإمام، وأنا ذلك واله هاهنا لاهوت مولانا سبحانه، فنظرت فيه بنور مولانا جل ذكره و تأييده، ولم افعل اسلمه شيئا مما طلبه، فتردى بالكبرياء وقال : أنا خير منه وأقوى وأعلبى، ولم يعلم بان الغالب من اعانه المولى جل ذكره إما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون، فسبحان الذي بيده ملكوت كل شيءء وإليه ترجعون" [36/ 82- 83] .
وأما البرذعي فأنا ارسلت إليه ودعوته إلى توحيد مولانا جل ذكره وعبادته، فاقسم بمولانا جل ذكره انه لا يدخل في هذا المذهب إلا بتوقيع من مولانا جل ذكره، فلما ارسل إليه الدرزي رسوله، ومعه ثلاثة دنانير واوعده بالمركوب والخلع، فمضى إلى عنده وفتح له أبواب
Halaman 619