============================================================
أو نهار ليلا، أو يكون سماء أرضا أو أرض سماء، وهذا محال. ثم اهم كلهم مجتمعون على ان السابق أصل السكونة والبرودة، والتالى اصل الحرارة والحركة، فجعلوا عالم العدم الذي لا يرى السابق، وعالم الوجود التالى، وهذا نقض لقولهم بان السابق هو المعبود، فكيف يكون ذلك جائزا، وقد جعلوا التالي العالم الأكبر، بل يجب من حجتهم واستشهادهم هذا بأن يكون التالي أفضل من السابق، لأن التالى صاحب الحرارة والحركة، وهو طبع الحياة والوجود، والسابق صاحب السكونة والبرودة، وهو طبع الموت والعدم، والحياة والوجود أفضل من لوت والعدم، وهذا ما لا يليق بالعقل بأن يكون المسبوق أفضل من اسابق، أو المرزوق أفضل من الرازق، أو المفتوق أعلى من الفاتق سبحان مولانا العلي الأعلى وتعالى عما يصفون.
لكنهم بحسب طاقتهم ومبلغ مادتهم من الزمان تكلموا، وعلى مقدار المكان والإمكان تعلقوا ونطقوا. والآن3 فقد دارت الأدوار، وظهر ما كان مخفيا من مذهب الآبرار، وبان للعالمين ما جعلوه تحت الجدار، وعادت الدائرة إلى نقطة البيكار. فألفت هذا الكتاب بتأييد مولانا البار، الحاكم الققار، العلي الجبار، سبحانه وتعالى عن مقالات الكفار، وسميته كشف الحقائق، وسنذكر لكم فيه4 ما يوفقه الباره سبحانه ويرزقني من اييده على مقدار ما اوجبه الزمان، لا على مقدار ما تستحقونه، ولا بعمل سبق لأحد منكم تستوجبونه، بل تفضل منه ورحمة عليكم وانجاز ما اوعدكم به على السن حدود دعوته، وعبيد دولة وحدانيته، فله الحمد والشكر وحده.
Halaman 571