106

Rasail Hikma

Genre-genre

============================================================

ان ما في الأرض من" شجر "أقلام والبحر يمده" و "من بعده سبعة أحره، لما "نفدت كلمات الله" [27/31]، والله في هذا الموضع ناسوت مولانا سبحانه. لكني اذكر لكم في هذه السيرة وجوما قليلة العدد كثيرة المنفعة لمن تفكر فيها، ووحده وعبد مولانا سبحانه، وعز عن حكومة الأوهام سلطانه.

فأول ما اختصر في القول ما فعله المولى سبحانه مع برجوان وابن عمار، وهو يومئذ ظاهر ما يرونه العامة على قدر عقولهم، ويقولون صبي السن، وملك المشارقة كافة مع برجوان وابن عمار ملك المغاربة كافة امر مولانا سبحانه بقتلهم، فقتلوا قتل الكلاب، ولم يخش من تشويش العساكر والاضطراب، وأما أمر ملوك الأرض فما يستجري آحد منهم على مثل ذلك. تم امر بقتل ملوك كتامة وجبابرتها بلا خوف من نسلهم وأصحابهمم، ويمشي أنصاف الليالي في أوساط ذراريهم وأولادهم بلا سيف ولا سكين، وقد شاهدتموه في وقت آبي ركوة الوليد ابن هشام لعون ، وقد اضرم ناره، وكانت قلوب العساكر تجزع في مضاجعهم ما اوه من كسر الجيوش وقتل الرجال. وكان المولى جلت قدرته يخرج اصاف الليالي إلى صحراء الجب ويلتقي به حسان ابن عليان الكلبي في خمس مائة فارس، ويقف معهم بلا سلاح ولا عدة حتى يسأل كل واحد منهما عن حاجته، ثم انه يدخل في ظاهر الآمر إلى صحراء الجب وليس معه غير الركابية والمؤذنين؛ وكذلك في وقت نفاق مفرج ابان دغفل ابن جراح وإخوته وأولاده، وبدر ابن ربيعة وجميع العرب كافة، وكانوا آهل الحجاز مع سلطانهم حسين ابن جعفر الحسيني الذي نافق بمكة ومجيئه إلى الرملة واجتماعه مع ابن جراح وأولاده، وما بالحضرة35 أحد من العسكرية ولا من الرعية إلا وهو كان يعتقد في كل

Halaman 566