Risalah-risalah Ikhwān aṣ-Ṣafā’ dan Sahabat-sahabat Kesetiaan
رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء
Genre-genre
وأما طريق الحدود فالغرض منها حقيقة الأنواع وكيفية المسلك فيه هو أن يشار إلى نوع من الأنواع ثم يبحث عن جنسه وكمية فصوله وتجمع كلها في أوجز الألفاظ ويعبر عنها عند السؤال؛ مثال ذلك: ما حد الإنسان؟ فيقال: حيوان ناطق مائت، فإن قيل: ما حد الحيوان؟ فيقال: جسم متحرك حساس، فإن قيل: ما حد الجسم؟ فيقال: جوهر مركب طويل عريض عميق، فإن قيل: ما حد الجوهر؟ فيقال: لا حد له، ولكن له رسم، وهو أن تقول: هو الموجود القائم بنفسه، القابل للصفات المتضادة، فإن قيل: ما الصفات المتضادة؟ فيقال: أعراض حالة في الجواهر لا كالجزء منها. فعلى هذا القياس يعتبر طريق الحدود، وقد أفردنا لها رسالة.
وأما طريق البرهان والغرض المطلوب فيه فهو معرفة الصور المقومة التي هي ذوات أعيان موجودة، والفرق بينها وبين الصور المتممة لها التي هي كلها صفات لها ونعوت وأحوال ترادفت عليها، وهي موصوفة بها، ولكن الحواس لا تميزها؛ لأنها مغمورة تحت هذه الأوصاف مغطاة بها، فمن أجل هذا احتيج إلى النظر الدقيق والبحث الشافي في معرفتها والتمييز بينها وبين ما يليق بها ويترادف عليها بطريق القياس والبرهان.
(2) فصل في ماهية القياس
واعلم يا أخي أنه لما كان أكثر معلومات الإنسان مكتسبا بطريق القياس، وكان القياس حكمه تارة يكون صوابا وتارة يكون خطأ؛ احتجنا أن نبين ما علة ذلك؛ لكي ما يتحرز من الخطأ عند استعمال القياس، فنقول:
القياس هو تأليف المقدمات، واستعماله هو استخراج نتائجها، ومقدمات القياس مأخوذة من المعلومات التي في أوائل العقول، وتلك المعلومات أيضا مأخوذة أوائلها من طرق الحواس - كما بينا في رسالة الحاس والمحسوس كيفيتها.
(3) فصل في بيان حاجة الإنسان إلى استعمال القياس
اعلم يا أخي بأنه لما كانت الحواس تدرك أن الأشخاص مركبة من جواهر بسيطة في أماكن متباينة ، وأعراض جزئية ، في محال متميزة؛ عرفت بأنها أعيان غيريات موجودة فحسب، وأما كمياتها وكيفياتها فلم تعلم على الاستقصاء إلا بالقياسات الموضوعة المركبة، مثال ذلك أنه إذا علم الإنسان بالحواس أن بعض الأجسام ثقيلة أو كثيرة أو عظيمة؛ فإنه لا يمكنه أن يعلم كمية أثقالها إلا بالميزان ولا كثرتها إلا بالكيل ولا عظمها إلا بالذراع وما شاكل هذه، وهي كلها موازين ومقاييس يعلم الإنسان بها ما لا يمكنه أن يعلمه بالحزر والتخمين.
(4) فصل في وجوه الخطأ في القياس
واعلم يا أخي بأن الخطأ يدخل في القياس من وجوه ثلاثة؛ أحدها أن يكون المقياس معوجا ناقصا أو زائدا، والثاني أن يكون المستعمل للقياس جاهلا بكيفية استعماله، والثالث أن يكون القياس صحيحا والمستعمل عارفا ولكن يقصد فيغالط دغلا وغشا لمأرب له.
(5) فصل في كيفية دخول الخطأ من جهة المستعمل الجاهل
Halaman tidak diketahui