110

Kitab al-Radd wa-al-ihtigaj ala al-Hasan bin Muhammad bin al-Hanafiyyah

كتاب الرد والاحتجاج على الحسن بن محمد بن الحنفية

Genre-genre

Fikah Syiah

فأما أحدهما: فإذن أمر وإرادة، وحكم ومشيئة. وذلك قوله سبحانه: {وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد} [إبراهيم: 7]، فهذا معناه معنى حكم بالزيادة للشاكرين، وبالعذاب للكافرين. وكذلك قوله: {أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير} [الحج: 39].

وأما المعنى الآخر: فإذن تخلية وإمهال(1) للعصاة فيما يكون منهم من العصيان؛ فعلى ذلك يخرج معنى قول الله سبحانه: {وما أصابكم يوم التقى الجمعان فبإذن الله}، يعنى تعالى بتخلية الله لهم.

وكذلك قال سبحانه في هاروت وماروت ومن يتعلم منهما: {وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله} [البقرة: 102]، يريد سبحانه بتخلية الله لهم؛ لإثبات الحجة عليهم، إذ قد مكنهم من العمل والفعل، ثم أمرهم بتقواهم، وبصرهم غيهم وهداهم، وعن تعليم السحر وتعلمه نهاهم، فإن ائتمروا، وتعليم السحر وتعلمه تركوا؛ أنيلوا الثواب، وإن أبوا، وما نهوا عنه تخيروا؛ وجب عليهم بفعلهم العقاب، وحرموا بذلك من الله الثواب. تم جواب مسألته.

المسألة الثامنة عشرة: عن التزيين بالإرادة لا بالأمر ثم أتبع ذلك المسألة عن التزيين؛ فقال: خبرونا عن التزيين بالإرادة دون

Halaman 396