صلى الله عليه وسلم
أن يدعو ربه أن يهلكهم، ويأخذهم بما أخذ به الأمم قبلهم؛ مبالغة منهم في التحدي وإظهار التكذيب للدعوة، من هؤلاء من جاهدوا في الله حق الجهاد، وأبلوا في سبيل هذه الدعوة أحسن البلاء.
أما أولادهم جميعا وحفداتهم فهم رافعو راية الإسلام، ومذكو حضارته الغالية النبيلة في كل مكان.
ولعمري لم تفتح السرايا ولا الجيوش كل هذا الفتح، وإنما كان الفاتح الأول هو القرآن.
بين الحرب والسلام
لست أرتاب، ولعل كثيرين من القراء لا يرتابون كذلك في أن دعاية تقوم الآن في مصر، تحفزها إلى الدخول عاجلا في الحرب، وهذه الدعاية تظهر قوية آنا وضعيفة آنا؛ صريحة حينا وقائمة على التعريض حينا آخر.
ولست أرتاب في أن هذه الدعاية مصرية خالصة؛ لا يستروح منها أي ريح أجنبية.
ولست أرتاب في أنه ما بعث هؤلاء الدعاة إلى دعايتهم إلا الشعور بالكرامة القومية.
ولعمري؛ ما دعاني أن أقرر أن هذه الدعاية مصرية خالصة، إلا أن المصدرين لها ممن لم تحص عليهم في وطنيتهم شبهة، ولم تلحقهم تهمة، بل إن منهم لمن له ماض في الجهاد جليل.
إذن فالأمر لا يعدو - أولا - الأنفة والشعور بالكرامة الوطنية والعزة القومية، وكيف لا يثور - بادئ الرأي - شعور المصري الحر، وهو يشهد الجيش الإنجليزي يقوم وحده بقتال من يحاولون غزو بلاده واقتحام أرض الوطن، إذ أبناء هذا الوطن نفسه قابعون في أعقار دورهم، قانعون بهذا الضرب الرخيص من السلامة من أذى الحروب!
Halaman tidak diketahui