Quenching the Thirst with the Sessions of the Branches of Faith
ري الظمآن بمجالس شعب الإيمان
Penerbit
مكتبة دروس الدار
Nombor Edisi
الأولى
Tahun Penerbitan
١٤٤٤ هـ - ٢٠٢٢ م
Lokasi Penerbit
الشارقة - الإمارات
Genre-genre
[٦٩] وَفِي صَحِيحِ الْحَاكِمِ عَنْ أَنَسٍ ﵁: «أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ لَبِسَ خَشِنًا، وَأَكَلَ خَشِنًا، وَلَبِسَ الصُّوفَ، وَاحْتَذَى الْمَخْصُوفَ». قِيلَ: لِلْحَسَنِ: مَا الْخَشِنُ؟ قَالَ: غَلِيظُ الشَّعِيرِ، مَا كَانَ يُسِيغُهُ إِلَّا بِجُرْعَةِ مَاءٍ. (^١) ا. هـ (^٢)
وصف الله لأنبيائه بمقام العبودية:
وكان أنبياء الله ورسله من أحسن الناس عبادةً وتحقيقًا للعبودية لله -جل وعلا- ولهذا وصف الله نبيه ﷺ بهذا المقام العظيم وهو مقام العبودية في مواضع كثيرة من كتابه:
فقال سبحانه يصفه به في مقام الوحي: ﴿فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى (١٠)﴾ [النجم]. وبعض الناس يعتقد أن الوصف بالعبودية لله من أوصاف النقص. وليس كذلك بل إنه من أعظم أوصاف العبد؛ ولهذا نجد أنَّ الله سبحانه:
وصف نبيه في مقام الوحي بالعبودية، فقال: ﴿فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى﴾.
ووصفه بها في مقام إنزال الكتب: ﴿تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا (١)﴾ [الفرقان].
ووصفه بها في مقام الدعوة، فقال سبحانه: ﴿وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا (١٩)﴾ [الجن].
وفي مقام الإسراء، فقال -جل وعلا-: ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ﴾ [الإسراء].
فهذه العبودية التامة التي كان عليها أنبياء الله ﵈.
وتصف لنا أمُّ المؤمنين عائشة، وكذا المغيرةُ بن شعبة ﵄ جانبًا من عبادته ﷺ وقد رأوه يقوم الليل حتى تتفطر قدماه، فقيل له في ذلك: يا رسول الله تفعل ذلك وقد غفر
(^١) المستدرك على الصحيحين (٧٩٢٥) ورواه ابن ماجه (٣٣٤٨، ٣٥٥٦). وصححه الحاكم وتعقبه الذهبي فقال: لم يصح. وقال المنذري في الترغيب والترهيب (٤/ ١٠٠): رَوَاهُ ابْن مَاجَه وَالْحَاكِم كِلَاهُمَا من رِوَايَة يُوسُف بن أبي كثير وَهُوَ مَجْهُول عَنْ نوح بن ذكْوَان وَهُوَ واه ا. هـ وقال أيضا في (٣/ ٧٨): يُوسُف لَا يعرف ونوح بن ذكْوَان قَالَ أَبُو حَاتِم لَيْسَ بِشَيْء ا. هـ والحديث في ضعيف الترغيب والترهيب للألباني (١٢٦٢، ١٩١٤) (^٢) انظر: «الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح لابن تيمية» (٥/ ٤٤٩ - ٤٨٢).
2 / 66