Quenching the Thirst with the Sessions of the Branches of Faith
ري الظمآن بمجالس شعب الإيمان
Penerbit
مكتبة دروس الدار
Nombor Edisi
الأولى
Tahun Penerbitan
١٤٤٤ هـ - ٢٠٢٢ م
Lokasi Penerbit
الشارقة - الإمارات
Genre-genre
ﷺ ينزل عليه الوحي في اليوم الشديد البرد، فيفصم عنه وإن جبينه ليتفصَّد عرقًا (^١).
وهذا يعلى بن أمية ﵁ رأى النبي ﷺ وهو ينزل عليه الوحي فإذا رسول ﷺ محمَّرُ الوجهِ وهو يَغِطُّ ثم سُرِّيَ عنه (^٢).
هذه مقامات الوحي التي كانت تنزل على الأنبياء ﵈ وكيف يوحى إليهم، فنؤمن بذلك كما جاء في الكتاب والسنة.
الأنبياء بشر فضَّلهم الله واختارهم:
ومن مسائل الإيمان بالرسل أن نؤمن بأن الرسل الذين بعثهم الله -جل وعلا- كانوا من البشر كما ذكر الله -جل وعلا- في كتابه فقال: ﴿قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ﴾ [الكهف: ١١٠، فصلت: ٥] أمر الله نبيه ﷺ أن يخبر الناس بأنه بشر، وقال تعالى: ﴿قَالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِنْ نَحْنُ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَمُنُّ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ﴾ [إبراهيم: ١١]
معنى أنهم من البشر:
ومعنى ذلك أنهم يفعلون ما يفعله البشر من الأمور الجِبِلِّيَّة، فمقتضى كون الرسل بشرًا أنهم يتَّصفون بالصفات التي لا تنفكُّ عنها البشرية فهم:
يأكلون، ويشربون، وينامون، ويتزوجون، ويُولَد لهم:
كما قال ربنا -جل وعلا-: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (٧) وَمَا جَعَلْنَاهُمْ جَسَدًا لَا يَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَمَا كَانُوا خَالِدِينَ (٨)﴾ [الأنبياء] وقال -جل وعلا-: ﴿وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً﴾ [الرعد: ٣٨]
المرض والموت:
ويمرضون ويموتون: كما قال ﷾ في قصة إبراهيم خليله ﵍: ﴿وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ (٧٩) وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ (٨٠) وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ (٨١)﴾ [الشعراء]. فهذه أعراض بشرية يصاب بها الناس، ومنهم الأنبياء ﵈.
(^١) تقدم قريبا (^٢) صحيح البخاري (١٥٣٦، ٤٣٢٩)، وصحيح مسلم (١١٨٠).
2 / 39