Kisah Penciptaan: Sumber-Sumber Kitab Kejadian
قصة الخلق: منابع سفر التكوين
Genre-genre
وجاء تصديق النبي في تعقيبه على هذا البيت بقوله: «صدق أمية في قوله!»
24
ولعل صورة الكروب تلك، لا فرض آخر لظهورها، وتحولها من نسر إلى ثور مجنح، سوى القول إن حزقيال قد تأثر بشدة بالثيران المجنحة المرسومة على جدران بابل، وتماثيلها المتناثرة في أرض بابل، وكانت عند البابليين حيوانات خرافية مهمتها حراسة المواقع الهامة في البلاد، ولا شك أن حزقيال رآها هناك إبان أسر اليهود في بابل.
ونظن أن اليهود قد تمثلوا في هذا الكروب البابلي إلههم «يهوه» في فترة من زمانهم؛ فالوجه الإنساني الوقور يمثل الجانب البشري فيه، والثور يمثل إل رئي، بوصف الثور رمزا للخصب والري، والأجنحة تمثل إل شداي أو الريح، والقرنان رمز للقمر ... إلخ.
ثم إضافة للكروبيم كانت هناك كيانات أخرى مقدسة مثل السرافيم جمع ساراف، ويفسر «موسكاتي» ساراف أنها كانت تعني الحية أو الثعبان.
25
وقد سبق وأقام لها موسى تماثيل مقدسة على راياته عند خروجه من مصر «فصنع موسى حية من نحاس ووضعها على الراية» (عدد 21: 9)، ولا ننسى عصا موسى التي كانت تنقلب إلى حية، كما لا ننسى خروج موسى ورجاله من مصر القديمة حيث كانت الحية رمزا مقدسا يوضع على تيجان الفراعنة، وأن السرافيم لم تعرف في تاريخ الديانة اليهودية قبل الخروج من مصر، ويبدو أن عبادة الحية وما يلزمه طقسها من إيقاد نار مستمرة أمامها للتبخير وتقديم قرابين البخور، قد استمر قائما في أفق الديانة اليهودية دون أن يغضب «يهوه» أو ينزعج وهو ما تؤكده التوراة في قولها: «حية النحاس التي عملها موسى لأن بني إسرائيل كانوا إلى تلك الأيام يوقدون لها» (ملوك ثاني 18: 4)، هذا بينما كان «يهوه» يتفجر غضبا إذا عبدوا بعلا آخر لأنها بعول غريبة، مثل بعل بني مؤآب كموس أو جاموس أما هو فالبعل الوحيد لليهود، لذلك كان يطالبهم بالإخلاص القبلي له دون بقية البعول، وفعلا نظر اليهود إلى بعلهم بحسبانه بعلا إسرائيليا فحسب، أحق بعبادة اليهود من البعول الأخرى، ولم ينكروا في الوقت ذاته وجود بعول أخرى، كما لم ينكر «يهوه» ذلك، لكن إنكار الأتقياء منهم كان إنكارا لسيادة رب غريب عليهم. ومن هنا دانوا ليهوه وحده بالولاء؛ فالتوراة لا تميز ربها باعتباره رب الجميع الأوحد، إنما رب إلى جوار أرباب الشعوب الأخرى، لكنه الوحيد من بينها الجدير بولاء اليهود. انظر مثلا:
من مثلك بين الآلهة يا رب. (خروج 15: 11)
الآن علمت أن الرب أعظم من جميع الآلهة. (خروج 18: 11)
من يشبه الرب بين أبناء الله؟ إله موهوب جدا في مؤامرة القديسين، ومخوف عند جميع الذين حوله، يا رب إله الجنود، من مثلك قوي يا رب؟ (مزامير 89: 6-8)
Halaman tidak diketahui