Kisah Sastera di Dunia (Bahagian Pertama)
قصة الأدب في العالم (الجزء الأول)
Genre-genre
وبين أيدينا نوع من الشعر العبري يعرف بالشعر التعليمي، وقد حفظ لنا في كتاب الأمثال، وسفر الجامعة، وكتاب أيوب. أما كتاب الأمثال فهو مجموعة متفرقة من الحكم والأمثال، وقد تناولت مختلف المواضيع ، كما نلمس فيه آثار عصور مختلفة ومؤلفين عديدين . وكذلك سفر الجامعة، فواضعه حكيم عظيم له الخبرة التامة، والمعرفة الواسعة، متشائم فاقد الأمل «باطل في باطل، وكل شيء باطل.» هكذا يبتدئ، وهكذا ينتهي، وهو شاك في قيمة كل شيء في الحياة، فليس أمام الإنسان إلا الأخذ بأسباب الحياة والتمتع بهذه الأيام. أما سفر أيوب فمن خير الكتب لا في الأدب العبري وحده، بل في سائر الآداب؛ فأسلو به الشعري الأدبي من أحسن الأساليب وأروعها، وموضوعه من المواضيع الفلسفية العميقة التي تتصل بالجزاء. وهو إلى جانب ذلك مملوء بالقوة والجودة حتى يصح أن يوضع في مصاف نتاج العبقريات العالمية، وقد أثبت رجال الأدب الألماني تأثر «جوته» به في «فوست». •••
حسبنا ذلك عن «العهد القديم» (التوراة) لنقول كلمة ختام قصيرة عن «العهد الجديد» (الإنجيل) الذي هو قبل كل شيء تاريخ حياة المسيح عليه السلام. فليس في الأمم المسيحية كتاب واحد قرأه الناس وحفظوه وناقشوه بقدر ما صنعوا بهذا الكتاب، فهو بين الكتب التي تروي تراجم العظماء أشدها تأثيرا في نفوسهم، حتى الذين لا يؤمنون بالعقيدة المسيحية تراهم يلمون بطرف من قصته؛ لأنها قصة تغلغلت في حياة الأمم الأوروبية وآدابها حتى بلغت منها الصميم.
وقصة عيسى عليه السلام كما جاءت في الأناجيل الأربعة - أناجيل متى ومرقص ولوقا وحنا - قصة قصيرة، وتزداد قصرا إذا حذفنا الأجزاء المكررة في الأناجيل الأربعة.
ولم يكن أصحاب المسيح وتابعوهم بكاتبين، بل كانوا - كالمسيح - يعظون الناس بالقول، وحتى رسائل بولص - وهو أعلم من شرح تعاليم المسيح - تطالعها فكأنما تستمع إلى وعظ يلقى، لا إلى كتابة تقرأ؛ ولم يضطره إلى كتابتها سوى أن الكتابة هي وسيلته الوحيدة التي يبلغ بها من لا يستطيع أن يتصل بهم اتصالا قريبا.
وقد نشأ أدب عريض حول «حياة المسيح»، وحاول كثير من الكتاب المحدثين أن يعيدوا رواية هذه الحياة العظيمة في لغة حديثة، ولعل أروع هذه المحاولات كتاب «حياة المسيح» الذي دبجته براعة الفيلسوف الفرنسي «إرنست رينان»،
26
فذاك كتاب اعترف له النقاد جميعا بأنه آية من أجمل ما جادت به قرائح الأدباء.
ولا يقتصر «العهد الجديد» على تاريخ حياة المسيح؛ بل يروي حياته في أشخاص حوارييه ورسله، وعلى الأخص «بولص»، الذي لولا نبوغه لما نشرت النصرانية لواءها على أوروبا بأسرها؛ ففي رسائله تقرأ العقيدة المسيحية مشروحة في جلاء وتفصيل، كما تلمح صورة لشخصية بولص نفسه.
وينتهي «العهد الجديد» بسفر الرؤيا، وهو قصيدة صوفية مليئة بالرؤى وألوان التشبيه، ولكنها جاءت غامضة فتعذر فهمها وشرحها. والفكرة الرئيسية في هذا السفر هي الوعد بمدينة مقدسة طاهرة تجيء في إثر هذا العالم الذي دنسته الخطايا، وهي مدينة لن تكون لغير المؤمنين. •••
ومع الأسف فالترجمة العربية للكتاب المقدس يعوزها البلاغة وقوة البيان وجزالة الأسلوب؛ ومن أجل ذلك لم يستطع قراء العربية أن يتذوقوا ما فيها من جمال فني. وأي أثر أدبي يفقد روعته وجماله إذا ضعف أسلوبه، فهو إلى اليوم ينتظر ترجمة عربية بليغة. ولعل هذا أحد الأسباب التي منعت من استغلال أدباء العربية لهذا الكتاب كما استغله الأدباء الأوروبيون، مع أن المسلمين الأولين قد استغلوه في بعض كتب التفسير والتاريخ كالطبري وأبي الفداء، وفي بعض كتب الأدب كابن قتيبة في «عيون الأخبار»، وفي بعض كتب الجدل كما فعل ابن حزم في كتابه «الفصل في الملل والنحل». ويظهر أنه كانت لديهم تراجم للكتاب المقدس أصح عربية من التراجم التي بين أيدينا الآن. (1) نماذج من الأدب العبري
Halaman tidak diketahui