أبوا أن يملّونا ولو أنّ أمّنا ... تلاقي الذي يلقون منّا لملّت) (١)
البيت، لكن له بيت قبله؛ كما وجدتهما معلقين بخط سيدنا وشيخنا الوالد رحمه الله تعالى، وهما: [من الطويل]
هم أسكنونا في ظلال بيوتهم ... ظلال بيوت أكفأت وأكنّت
أبوا أن يملّونا ولو أنّ أمّنا ... تلاقي الذي يلقون منّا لملّت
قال شيخنا الوالد رحمه الله تعالى: وجدتهما معلقين بخط سيدنا ومولانا شيخ الإسلام قدوة الأنام الإمام النووي، ومن خطه نقلت هذا، قال: هكذا قيل: إنهما منسوبان لسيدنا أبي بكر يخاطب بهما الأنصار، ويمدحهم ﵃ أجمعين.
وفيها: وادع النبي ﷺ اليهود، وشرط لهم وعليهم، وألحق كل مسلم منهم بحلفائهم من الأنصار.
وفيها: بعث ﷺ زيد بن حارثة وأبا رافع مولياه إلى مكة ليأتيا ببناته-غير زينب-وزوجته سودة، وبعث معهم أبو بكر عبد الله بن أريقط لعائشة وأمّها، فجاءوا بهم وصحبهم طلحة بن عبيد الله، ﵃.
وأما زينب .. فإنما لحقت بأبيها بعد وقعة بدر؛ وذلك: أن زوجها أبا العاصي بن الربيع استؤسر ببدر، فأطلقه النبي ﷺ بغير فداء، وأخذ عليه أن يخلي سبيل زينب إليه، وبعث ﷺ زيد بن حارثة ورجلا من الأنصار وقال لهما: كونا ببطن يأجج-موضع على ثمانية أميال من مكة-حتى تمرّ بكما زينب، فلمّا قدم أبو العاصي مكة .. بعث بها مع أخيه كنانة بن الربيع، فألحقها بهما؛ كما تقدم ذلك في ترجمتها.
وفيها: صام رسول الله ﷺ عاشوراء، وأمر بصومه، وكانت اليهود في الجاهلية تصومه، فأمر ﷺ بصيامه وحضّ عليه وأكّد في صيامه، فلما فرض رمضان خفّ ذلك التأكيد، وبقي مسنونا، وقيل: كان واجبا، ثم نسخ برمضان، فيكون من باب نسخ الأخف بالأثقل (٢).
وفيها: شرع الأذان، وذلك: أنهم لمّا قدموا المدينة .. تشاوروا فيما يجمعهم