لن تمسنا النار إلا أيامًا معدودة﴾ وكذا ﴿فلن يخلف الله عهده﴾ وكذا ﴿أم تقولون على الله ما لا تعلمون﴾ وقف صالح وليس بتمام لأن ﴿بلى﴾ رد لقولهم (لن تمسنا النار إلا أيامًا معدودة) ﴿فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون﴾ وقف حسن ولا يجوز الوقف على ﴿والذين آمنوا وعملوا الصالحات﴾ وإلا انقلب المعنى، والوقف ﴿أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون﴾.
﴿وإذ أخذنا ميثاق بني إسرائيل لا تعبدون إلا الله﴾ قال أبو حاتم: تم الكلام أي واستوصوا بالوالدين إحسانًا، قال: والدليل على ذلك ﴿وقولوا للناس حسنا﴾ أمر وكذا ﴿وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة﴾ أمر، قال الأخفش: وأما قوله جل وعز ﴿وإذ أخذنا ميثاق بني إسرائيل لا تعبدون إلا الله﴾ فإن التمام فيه (وقولوا للناس حسنا) لأن الميثاق أخذ بهذا كله.
قال أبو جعفر: محمد بن جرير يختار هذا القول ورد قول أبي حاتم لأن عنده من كلامين وإذا كان كلام من كلام واحد كان أولى ورد قول من قال التقدير: وأحسنوا بالوالدين إحسانا، ولو كان كذا لكان: وأحسنوا بالوالدين إحسانًا، قال: ولو كان كذا لكان: وأحسنوا إلى الوالدين إحسانًا، وقدره معطوفًا على المعنى لأن المعنى: وإذ أخذنا ميثاق بني إسرائيل بهذا وبهذا فعطف على المعنى كما قال:
[١/ ٦٧]
1 / 67