قال: حدثنا أحمد بن موسى عن عيسى بن عمر - فإياي فارهبون وإياي فاتقون ﴿والذي هو يطعمني ويسقين﴾ ﴿إلا ليعبدون﴾ - إذا وقفت فيها كلها كان بغير يا وإذا وصلت كانت بيا قال يعقوب ﴿ولا تلبسوا الحق بالباطل﴾ قال أبو جعفر: في هذا غلط بين ليس هذا بتمام ولا كاف لأن ولا تكتموا لا يخلوا من أحد الجهتين، أما أن يكون معطوفًا فلا يتم الوقف على ما قبله وإما أن يكون جوابًا فيكون القطع على ما قبله أبعد.
والجواب كما قال الشاعر:
لا تنه عن خلق وتأتي مثله = عار عليك إذا فعلت عظيم
فلو وقف على (لاتنه عن خلق) لفسد المعنى، وكذا قول العرب: لا تأكل السمك وتشرب اللبن لو وقف على لا تأكل السمك لفسد المعنى على أن يعقوب لما ذكر أن (لا تلبسوا الحق بالباطل) تام كاف قال ثم تجعل الكتمان جوابًا فجاء ما بعد الوجهين والوقف الكافي ﴿وأنتم تعلمون﴾ وليس بتمام لأن ما بعده معطوف عليه، وكذا ﴿وأقيموا الصلاة وأتوا الزكاة﴾.
والقطع التام ﴿واركعوا مع الراكعين﴾، وكذا ﴿أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا
[١/ ٥٥]
1 / 55