خلقكم) ليس بوقف كاف لأن ﴿والذين من قبلكم﴾ عطف على الكاف والميم داخل في الصلة (والذين من قبلكم) فيه تقديرات ثلاثة:
فإن رفعت (الذين) بالابتداء لم يكن تامًا ولا كافيًا، وإن جعلته بمعنى هو أو بمعنى أعني أو نعتًا كان كافيًا، وإن جعلت الذي الثاني نصبًا بـ (تتقون) كان الوقف على (والذين من قبلكم) تامًا، وكان ﴿لعلكم تتقون﴾ غير تام ولا كاف، وكذا إن جعلت الذي الثاني خبر الأول أو نعتًا لربكم أو للذي الأول وفي الوقف على (لعلكم تتقون) تقديرات ثلاثة، هذا أحدها، والتقدير الثاني أن يكون كافيًا على أن يكون الذي الثاني في موضع رفع على إضمار مبتدأ أو في موضع نصب بمعنى أعني، والتقدير الثالث أن يكون (لعلكم تتقون) تمامًا، ويكون (الذي جعل لكم الأرض فراشا) مبتدأ ويكون خبره ﴿فلا تجعلوا لله أندادا﴾ فإن معناه فلا تجعلوا له وأعيد الاسم على التفخيم والتعظيم كما قال ﷿ ﴿إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله﴾، وأنشد سيبويه:
لا أرى الموت يسبق الموت شيء = نغص الموت ذا الغنى والفقيرا
قال أبو جعفر وهذه الأشياء من لطائف النحو ولا أعلم أحدًا ذكرها في كتاب تمام ولكنها مستخرجة على أصول النحويين وإنما يحمد
[١/ ٤٣]
1 / 43