287

Kasidah Dan Gambar

قصيدة وصورة: الشعر والتصوير عبر العصور

Genre-genre

والنظرة المفتوحة، الباردة، القادرة مع ذلك دائما

على امتصاص كل شيء،

تتبعها اليد التي توزع الضوء والليل.

الفصل الثلاثون

أوديسيوس يسخر من بوليفيموس

للمصور الإنجليزي جوزيف مالورد تيرنر (

Turner ) (1775-1851م)، رسمها سنة 1829م، وهي موجودة في المتحف الأهلي في لندن (والصورة تقدم جزءا من اللوحة فحسب).

جوزيف مالورد وليام تيرنر (1775-1851م) من أعظم مصوري المناظر الطبيعية وأرقهم وأغزرهم إنتاجا؛ إذ يقدر عدد الصور التي تركها وراءه بثلاثمائة لوحة زيتية، وعشرين ألف رسم وصورة بالألوان المائية!

ولد في حارة العذراء «ميدين لين» في كوفنت جاردن (سوق الفاكهة والخضار في لندن)، وكان أبوه يعمل حلاقا. نبغ نبوغا مبكرا، فقبلته مدارس الأكاديمية الملكية الإنجليزية سنة 1789م. وعرض أعماله أول مرة سنة 1791م في هذه الأكاديمية التي غمرته طوال حياته بأفضالها؛ إذ اعترفت بعبقريته وحمته من بعض نقاد عصره وفساد أذواقهم، وضمته إلى عضويتها الكاملة سنة 1802م.

وكان في السابعة والعشرين من عمره، وعينته أستاذا للعلم المنظور فيها سنة 1807م، ثم اختارته في سنة 1845م نائبا لرئيسها. عمل لدى الدكتور مونرو - الذي كان طبيبا هاويا للفن، وحول بيته إلى أكاديمية لرعاية الفنانين الشبان - مع صديقه توماس جيرتين (1775-1802م) الذي أحدث ثورة في الرسم بالألوان المائية، وتعلم منه وساعده مساعدة كبيرة. واستمر في التصوير بالألوان المائية حتى سنة 1797م عندما عرض في الأكاديمية الملكية أولى صوره الزيتية التي تأثر فيها بأسلوب المدرسة الهولندية في القرن السابع عشر (فلوحته ضوء القمر على سبيل المثال شديدة الشبه بمناظر ضوء القمر التي تخصص فيها فان دير نير)، بيد أن التأثير الحاسم عليه قد جاء من أشهر رسامي المناظر الطبيعية على الإطلاق، وهم: الفرنسيان كلود لوران (1600-1682م)، ونيكولا بوسان (1594-1665م)، والإنجليزي ريتشارد ويلسون (1713-1782م)، مما نجد صداه في إحدى لوحاته البارزة التي رسمها في تلك الفترة (1803م) وهي «كاليه بير»، التي تميزت بروحها الشاعرية والرومانطيقية، وفتحت عليه بابا هبت منه رياح النقد اللاذع، وخصوصا من دكتاتور النقد الفني في عصره وهو السير جورج بومونت. بيد أن النقاد المنصفين سرعان ما وقفوا بجانبه، فبدأ السير توماس لورنس بالدفاع الحار عنه، ولما أوشك النقاد والجمهور على نسيانه، واتجه اهتمامهم إلى جماعة «السابقين على رافائيل» (انظر ما كتب عنهم مع صورة الربيع لبوتيتشيللي في ترجمة الرسام والشاعر الإنجليزي دانتي جابرييل روسيتي)، فوجئ بثناء جون راسكين (1819-1900م) عليه في الجزء الأول من كتابه عن الرسامين المحدثين (سنة 1843م). وقد كان راسكين ولا يزال واحدا من أكبر الأدباء وأعظم النقاد في تاريخ الفن بوجه عام، والقرن التاسع عشر بوجه خاص، على الرغم من كل ما يوجه إليه من اتهام بالشطط والتناقض والعاطفية وربط الفن بالأخلاق والدين. وقد جاءت المفاجأة من تحمس الناقد الأديب لفن تيرنر تحمسا ظهر في عنوان ذلك الجزء الأول من كتابه: «الرسامون المحدثون، تفوقهم في فن تصوير المناظر الطبيعية على كبار الفنانين القدماء جميعا. والتدليل على هذا بأمثلة مما هو حق وجميل وعقلي من أعمال الفنانين المحدثين، وخصوصا أعمال ج. م. و. تيرنر عضو الأكاديمية الملكية المبجل».

Halaman tidak diketahui