============================================================
القانون وأما رشبته، أي منزلته من الشرف وهي الفضل، فتابعة لشرف الغاية مع الموضوع والمعلوم والدليل، ولا شك أن غاية هذا العلم أشرف الغايات، وموضوعه أعلسى الموضوعات، ومعلومه (أجل المعلومات، وادلته براهين تطابق عليها1 العقل والنقل، فهذا غاية الشرف والفضل، فتيين أنه أشرف العلوم.
وأما حكمه، ففرض كفاية، واختلف في الدليل الجملي، هل يجب على الأعيان أم لا؟ وعلى وجوبه فهل شرط في الإيمان؟ فيكون الخالي عنه وهو المقلد كافرا أم لا؟، فيكون عاصيا أقوال، والاظهر الثاني، إلا من عرضت له شبهة، فلابد من طلب التقصي عنها، وإلا من كانت فيه قابلية، فينبغي له أن يتبصر، والاعتماد على الله تعالى في الفتح والثبات.
وأما واضعه، فقيل هو الشيخ أبو الحسن علي بن إسماعيل الأشعري، ولا شك أنه هو الذي دون هذا العلم، وهذب مطالبه، ونقح مشاربه، فهو إمام أهل السسنة فير مدافع، ولكن عده واضعا غير بين، فإن هذا العلم كان قبله، وكانت له علمساء يخوضون فيه، كالقلانسي، وعبد الله بن كلاب2، وكانوا قبل الشيخ يسمون بالمثيتة، لاثباتهم ما نفته المعتزلة ، وأيضا علم الكلام كما مر صادق بقول الموافق والمخالف، والشيخ كان يدرس على أبي علي الجبائي3، وقصته معلومة، فكيف يكون واضعا؟.
والأولى أنه علم قرآني، لأنه مبسوط في كلام الله تعالى، بذكر العقائد، وذكر الثبوءات، وذكر السمعيات، وذلك مجموعه، مع ذكر ما يتوقف عليه وجود الصانع تعالى من حدوث العالم، المشار إليه بخلق السماوات والأرض والنفوس وغيرها، والإشارة إلى 1- ورد في ج ود: عليه.
2- هو عبد الله بن كلاب القطان (...)، له من الكتب: كتاب الصفات، كتاب حلق الأفعال، كتاب الرد على المعتزلة. ابن النديم: 255.
و محمد بن عبد الوهاب بن سلام الجبالي أبو على (235 - 303ه)، من أئمة المعتزلة، ورييس علماء الكلام في عصره، وإليه تنسب الطائفة الجبائية"، له اتفسير" حافل مطول. الأعلام /6: 256.
Halaman 182