79

Nur

النور لعثمان الأصم

Genre-genre

فإن قالوا: نعم.

قيل لهم: فأراد أن يكون الإيمان خلاف الكفر؟

فإن قالوا: نعم.

قيل لهم: فأراد أن يكون الكفر خلاف الإيمان؟

فإن قالوا: لا.

قيل لهم: فأراد الإيمان خلاف الكفر، ولم يرد أن يكون الكفر خلاف الإيمان، فأراد أن يخالف شيئا، لا يريد أن يخالفه ذلك الشيء؟

فإن قالوا: نعم. كابروا.

ويقال لهم: هل علم الله بمن يؤمن ومن يكفر؟

فإن قالوا: لا. كفروا.

وإن قالوا: نعم.

قيل لهم: فأراد إنفاذ ما علم أم إبطاله؟

فإن قالوا: إنفاذه، خصموا أنفسهم.

وإن قالوا: إبطاله، كابروا. وبالله التوفيق.

الباب الرابع والتسعون

في مقالة المعتزلة في إرادة الله

المعتزلة رجلان: أحدهما يقول: إنما أراد الله من أفعال عباده غير الأمور بها. والآخر: يقول: لم يرد الله من أفعال عباده، الأمر بها.

فمن ذهب إلى الأمر، لزمه إذا لم يكن البارئ أمر بأفعال الأطفال والمجانين أن يكون كارها لها، إن كان يحب أن تبقى أفعال العباد، لإكراهه. والله تعالى لا يكره إلا معصية، كما لا ينهى إلا عن معصية.

وإن لم يكن هذا هكذا عندهم، بطل ما قالوه. وهذا يوجب : أن كل مباح معصية.

ومن ذهب إلى إرادة الله عز وجل لأفعال عباده، غير الأمر بها. قيل له: إذ كان يحب أن تبقى الإرادة لأفعال عباده الكراهية. فهل أراد الله تعالى: كون الأفعال التي ليست بمعاصي ولا طاعات؟

فإن قال: نعم.

قيل له: فيلزمك أن تكون طاعة؛ لأن الطاعة عندك إنما كانت طاعة للمطاع؛ لأنه أرادها.

فأن قال: لم يردها.

قيل له: فيلزمك أن تقول: إنه كاره لكونها تكريها. وهذا يوجب أن تكون معصية، لأن ما كره الله تعالى، فهو معصية عندك. وبالله التوفيق.

الباب الخامس والتسعون

في بيان النهي عن المعصية

مع إرادة الله لها وعلمه بها

إن قيل:ما معنى النهي عن المعصية، وقد أرادها الله وعلمها؟

Halaman 79