Cahaya dan Rama-rama
النور والفراشة: رؤية جوته للإسلام وللأدبين العربي والفارسي مع النص الكامل للديوان الشرقي
Genre-genre
مهما يكن الأمر، فقد ظلت صورة العاشق العذري - الذي ذكرت مقدمة هارتمان المستفيضة لترجمته لقصة جامي السابقة أنه كان كذلك شاعرا رقيقا ومرموقا - ظلت حية في عقل ووجدان شاعر الديوان الغارق في نعيم حبه عندما كتب في أحد أيام شهر مايو سنة 1815م القصيدة التي استهل بها كتاب العشق - كما ذكرنا من قبل - ووضع فيها ثنائي ليلى والمجنون بين الأزواج الستة من العشاق الذين رسموا في رأيه أمثلة خالدة للحب الطاهر الذي هوى بمعظمهم إلى الجحيم وسمح لبعضهم، وهم كثير وعزة وسليمان وبلقيس، بالدخول من أبواب النعيم: «أنصت واحفظ (في ذاكرتك) قصص العشاق الستة، الكلمة تطلق شررا يشعله الحب رستم مع روذابه، مجهولان لبعضهما، لكن أحدهما بجوار الآخر: يوسف وزليخا، والحب مع الحرمان، فرهاد مع شيرين، ما عرفا إلا الحب: ليلى والمجنون ... إلخ» (راجع القصيدة وشرحها ضمن كتاب العشق).
ومع أن جوته قد ذكر اسم المجنون في أكثر من موضع من قصائد الديوان،
5
فقد بقي عنده - على حد تعبير عالم النفس الشهير كارل جوستاف يونج - أشبه بنموذج أولي أو نمط أصلي للحب المثالي - تشهد على هذا الأبيات القليلة من قصيدة اتهام، ثانية قصائد كتاب حافظ، التي تصف بعض أطوار ونوادر الشاعر العاشق المشهور دون أن تذكر اسمه ولا وصفه:
وهل يعرف من يتصرف دائما تصرف المجانين من الذي يسير معه أو يرافقه التجوال؟ إن حبه العنيد الذي يجعله يتخطى الحدود، يدفعه إلى القفار (يهيم فيها كالشريد)، وقوافي شكاواه التي يسطرها على الرمال، تذروها على الفور الرياح، إنه لا يفهم ولا يعي ما يقول، وما يقوله لا يتمسك به (ولا يحافظ عليه)، ومع ذلك فإنهم يتركون أغنيته تسيطر على القلوب ... إلخ.
ومن الواضح أن هذا الذي يجعل حبه العنيد يتخطى كل الحدود، ويدفعه إلى الفيافي يهيم فيها كالشريد، ويسطر قوافي شكاواه على الرمال فتذروها الرياح - من الواضح أنه ليس شخصا ولا شاعرا آخر غير مجنون بني عامر الذي اضطروا رغم ما نسج حوله من أساطير، بل رغم إنكار بعض مؤرخي الأدب، مثل أبي الفرج الأصفهاني مثلا لوجوده التاريخي أصلا! - اضطروا لأن يتركوا أغنيته تسيطر على القلوب، وربما يعزي روح العاشق المسكين والشاعر العذري الرقيق عما أصابه في حياته على يد الأهل والسلطة، وربما على يد ليلى العامرية نفسها، أن يعلي شاعر الديوان من شأنه ويتخذه صاحبا ورفيقا في الدنيا وفي جنة الفردوس، بل وأن يتعرف فيه على ملامح شخصيته هو نفسه، سواء كما تجلت في الديوان، أو في بعض أعماله السابقة التي أود فيها العشق بأصحابه، إلى الموت أو الجنون أو الزهادة في الدنيا والناس. (1-4) أبو إسماعيل الطغرائي
في إحدى قصائد الديوان، وهي القصيدة الثالثة من كتاب زليخا، يختار الشاعر لنفسه اسم حاتم، ولكنه يسارع إلى القول بأنه لا يملك في فقره أن يكون حاتم الطائي أكرم الكرماء، ولا يطمح أن يكون «حاتم الطغرائي» أغنى شعراء عصره، وإن كان يضع كليهما «نصب عينيه» ولا يجد في ذلك عيبا ولا حرجا، وقد تحير الشراح طويلا أمام وضع اسم حاتم مع اسم الطغرائي، وأجمعت الطبعات المختلفة للديوان على أن ذلك كان مجرد سهو من جوته الذي سمى الطغرائي باسم حاتم بدلا من أبي إسماعيل صاحب «لامية العجم» الشهير. وبقي الشراح على هذا الرأي حتى تبين في عام 1951م لأحد الباحثين في أدب جوته (وهو الأستاذ فايتس) أن شاعر الديوان كان قد اطلع على ترجمة ألمانية كاملة عن اللاتينية لهذه القصيدة أرسلها إليه أحد أصدقائه الأعزاء (ونسختها محفوظة إلى اليوم في أرشيف جوته وشيلر بمدينة فيمار) فلنبدأ بقراءة القصيدة التي ذكرناها من كتاب زليخا قبل أن نحللها، لنرى مدى تأثرها بلامية الطغرائي، ونتحقق مما إذا كانت تسميته بحاتم مجرد سهو وقع فيه شاعر الديوان أم كانت مقصودة ولها أسبابها العميقة ومراميها البعيدة:
لما كنت تسمين زليخا،
فعلي كذلك أن أحمل اسما.
وعندما تتغنين بحبيبك،
Halaman tidak diketahui