Nubdha Mushira
النبذة المشيرة إلى جمل من عيون السيرة
Genre-genre
أخبرني الشيخ ناصر بن داود الصمدي العتمي، وكذلك القاضي الأجل سيف الدين بن عبد الغفار البحري وغيرهما عن حي الفقيه جمال الدين علي بن عبد الوهاب السمحي رحمه الله أن هذا الباشا كان والده خواجا كبيرا كثير المال عظيم الحال عند الملوك في الروم، وأنه أقرض الوزير حسن لما خرج متوليامن سلطان الروم المسمى مراد بن سليم بن سليمان مالا كثيرا فأوجب خروجه إلى اليمن، ثم استقر في ذي جبلة وتربى ولده هذا الباشا علي فيها، ثم لما مات والده حفظ منزلته وماله فطمع في الرئاسة فسامح الوزير بنشئ من المال وشرط على نفسه فتح بلاد ريمة الأشابط وريمة الريمي وما إليها، وكانت متغلبة مانعة حصونها لم تفتح حصونها بعد ولاية أولاد الإمام الأعظم المتوكل على الله أمير المؤمنين شرف الدين عليه السلام، وكانت في ولاية ولده الفاضل الكامل شمس الدين رحمه الله تعالى فاتفق في خلال ذلك أنه كان في بلاد وصاب في موضع منه يسمى عمد أمير للعجم يسمى فلان شاوش باشي واليا عليه من جهة الوزير حسن فاسترسل في المعاصي [ق/148] التي تنزه الطروس عن ذكرها، ولا بد من ذكر شيء من أحوال العجم المذكورين في فصل من هذا المختصر إن شاء الله تعالى حتى سام من بعض كبرائهم بناتهم وأمثال ذلك وعرفوا أنه لا ينفعهم من ولاة فإنما هو كما قيل الحجاج بعض حسنات عبد الملك بن مروان لعنهما الله، فبيتوه ليلة وجمعوا عليه جميع العشائر ومخاليف وصاب وقتلوه بعد حرب شديد ودفاع لا عليه مزيد، ثم انتهبوا المحطة ورفقوا من بقي وأتموا على الخلاف فخرج عليهم هذا الخوجا علي بجموع ما رأوا أمثالها في المغارب فامتنع عليهم أهل وصاب وحفظوا بلادهم نحوا من أربعة أشهر ثم دخلوها عنوة فقتلوا أهلها وأمنوا الباقين، وعذروا بمن لهم عليه ظغائن يقال أن الذي قتل منهم الخوجا بعد الأمان فوق ثلاثمائة رجل أكثرهم صبرا، وكان يرى في السوق الرؤوس معلقة على الشجر ثم حالف تلك الأيام بني الضبيبي من ريمة ودلوه على عورات ريمة وشرط لهم الجبرية وولاية الحصون فيها، ووفى لهم هو ومن بعده من العجم بما شرط وفتح ريمة بعد حروب نحو أربع سنين، فغلظ جنده وعظم جانبه وسموه أميرا سنجقا، وصار من ملوكهم ثم كثر ماله حتى لقد روي أنه رأى طعاما مجموعا ورأى من الناس استكثاره فعجب وقال إن الفلفل من تجارته أكثر منه، وروى من شاهد ملكه أنه رأى أحمال الإبر حق الخياطة ما يستقل بها قوافل فخافه الوزير حسن بعدها وعظم عليه وخافوا أن يتغلب على المغارب وربما يسري إلى النادر فأعطوه اسم الباشا على وولوه صعدة وبلادها إلى جازان ثم الشرفين وما إليها وإلى بلاد عفار وشظب وتلك الجهات، فعظم أمره فخافوه أيضا، فكتب الباشا حسن [إلى] سلطان الروم في شأنه وأنه يوليه الحبشة يستكفون شره ويخرجونه من اليمن مخرجا جميلا، فلما استقر في الحبشة وحصل معهم الخلاف في اليمن استدعوه مددا لهم وكاتبوهم الوصول إليهم إلى السلطان وإلى مصر، فوصل اليمن واستعاده واستولى على مدائنه فلما طلع إلى ذمار بعد أن استفتح الحجرية وغيرها من بلاد المعافر وولى عليها، ثم غزا من ذمار مشرقا ومغربا وعمر قصرها المعروف وأخذ الرهائن من غرب اليمن ومشارقه، وعظم جانبه، ثم طلع إلى جهات صنعاء [ق/149] فلقيه الحاج المجاهد شمس الدين بأهل المشارق وأحربوه في حرمان من أعمال بلاد سنحان حربا هائلة انجلى على رجوع جنود الحق جهات المشرق، ومن تفصيل هذه الجملة لما وصل علي باشا حرمان أحربه الشيخ المجاهد فخر الدين عبد الله بن سعيد الطير رحمه الله، ثم وصل الحاج الفاضل سيف الإسلام أحمد بن عواض اليوم الثاني في جموع خولان فأحربوه وقت الظهر إلى الربع الأول من الليل ولم يقتل من المجاهدين إلا رجل واحد وقتل من أصحابه جماعة، ثم تأخر الحاج شمس الدين إلى مسور وجعل أعلاه رتبة مع الفقيه الفاضل صلاح بن مسعود الشدادي ثم قصدهم علي باشا وقتل من أصحاب علي باشا خيلا ورجلا، وعاد العجم قبل وصول غارة الحاج سيف الإسلام، ثم انتقل علي باشا إلى مقولة ثم إلى نجد الشيرزة ثم إلى قاع عتمة عند الجعيرا، والحاج حينئذ في قروى فتقدم سنان لعنه الله إلى رجام إلى قاع الصلة ولم يزل الحرب بين علي باشا وبين الأمير سنان والحاج أحمد وخولان ،ثم إن سنان بذل المال لطلوع جبل اللوز فيروى أنه أعطى رجلا يسمى علي بن رياش قدح ذهب أحمر وطلع الجبل، ولما طلع الجبل تفرق جمع خولان وصار الحاج شمس الإسلام رحمه الله إلى بدبدة وجهاتها وكان ما سيأتي إن شاء الله قريبا، هذه رواية السيد أحمد رحمه الله.
Halaman 468