Nil: Kehidupan Sungai

Cadil Zucaytar d. 1377 AH
150

Nil: Kehidupan Sungai

النيل: حياة نهر

Genre-genre

وفي أقصى عقدة النهر يمهد البلد رويدا رويدا، ويغدو المضيق أشد أنسا، ويبدو مجرى النهر أكثر ظهورا، فإذا قطعت أميال قليلة لاح سهل الفنج ولاحت تلال متفرقة في سهب السودان، ويشهد النيل - قبل مغادرته الحبشة - منظرا غريبا يوحي بمصير هذا البلد.

وفي مصب ديدسا وغيره من روافد النيل، وبالقرب من حدود السودان، يجلس القرفصاء بضع مئات من الزنوج عراة في السعير الذي يفرون من حمياته عادة، ويخرج أناس آخرون من الغابة ممسكين بضرب من صولجان الكرة وصحفة مسطحة من الخشب، وحاملين في أعناقهم قرعة صغيرة مربوطة بسحل،

16

وهم ينحنون في الماء الأدنى ويبحتون بين الحجارة ويرمون معظم الحصى، ولكن ما يضعونه في صحافهم يسطع تحت الشمس، وإذا ما مر النهار صبوا في القرعة ما وجدوه وحملوه إلى رقيب يزنه بميزان أوروبي صغير.

ويقرض الحجر الناري الأعلى قرضا عميقا، وتظهر طبقة بلورية وتغشى حصباء المرو

17

وشظاياه بقاعا بأسرها ويكتشف الذهب في ذلك منذ القديم.

ويقوم نصيب ذلك البلد على البحث عن الذهب والعبيد، وفي غير مكان خلط إله النار الذي تحت الأرض عنصر الذهب بالمواد التي كان يحركها باليد، وبما أن هذا المعدن يعرف بسهولة في الأنهار بحث ملوك البلد عنه منذ أقدم العصور، حتى إنه ظن أن بلد الذهب أوفير

18

هو هنا، ومما يروى أنه يستخرج منه ثمانون ألف جنيه في كل عام، ولكن هل من عادة الملوك المطلقين بيان الرقم الصحيح لدخلهم ؟ والنجاشي يأخذ نصف ذلك رسميا ضريبة.

Halaman tidak diketahui