204

ج : ما يكون الموجود منه واحدا مع امتناع تكثره ، كواجب الوجود تعالى.

د : ما يكون الموجود منه واحدا مع امكان تكثره ، كالشمس.

ه : ما يتعدد أفراده في الوجود مع تناهيها ، كالكوكب.

و: وما تتعدد أفراده في الوجود مع عدم تناهيها (1).

والكلي والجزئي يقالان بالذات للمعنى ، وبالعرض للفظ. والكلية والجزئية من ثواني (2) المعقولات لا تأصل لهما في الوجود ، وهما مغايران لما يصدقان عليه من الماهية ؛ فإن الحيوان لو كان نفس كونه كليا أو جزئيا لم يصدق على الآخر ، فهما إذن متغايران. ولأن الكلية إضافية ، وليس الحيوان اضافيا.

فالكلية العارضة للحيوان يقال له كلي منطقي ، لأن بحث المنطقي عنه وهو أمر عقلي. ومعروضه وهو الحيوان يقال له كلي طبيعي ، لأنه نفس حقيقة الشيء وطبيعته ، وهو موجود في الخارج ، لأنه جزء من هذا الموجود ، لأن الجزء إما الحيوان من حيث هو ، أو (3) حيوان ما ، والحيوان جزء من حيوان ما وجزء الموجود موجود. والمجموع المركب منهما عقلا يسمى الكلي العقلي ، ولا وجود له إلا في العقل ، لأن جزئه عقلي ، ولأن الحيوان الكلي مشترك فيه ، ولا شيء من المشترك فيه بموجود في الخارج من حيث هو مشترك فيه ، لأن عمومه يستدعي وجوده في محال متعددة ، ويمتنع وجود شيء واحد في أكثر من محل واحد (4).

والكلي والجزئي الإضافي يحاذيان العام والخاص. والعموم إما مطلق أو من وجه. فالعام المطلق وجودا أخص عدما ، لأن العام والخاص لا بد من تواردهما

Halaman 208