Nihaya Fi Gharib
النهاية في غريب الأثر
Penyiasat
طاهر أحمد الزاوى - محمود محمد الطناحي
Penerbit
المكتبة العلمية - بيروت
Lokasi Penerbit
١٣٩٩هـ - ١٩٧٩م
وَفِي حَدِيثِ سَعْدٍ يَوْمَ بَدْر «عَسَى أَنْ يُعْطَى هَذَا مَنْ لَا يُبْلِي بَلاَئي» أَيْ لَا يَعْمَلُ مِثْلَ عَملي فِي الْحَرْبِ، كَأَنَّهُ يُريد أفْعَلُ فِعْلا أُخْتَبر فِيهِ، ويَظْهر بِهِ خَيْري وَشَرِّي.
(س) وَفِي حَدِيثِ أُمِّ سَلَمَةَ «إِنَّ مِنْ أَصْحَابِي مَنْ لَا يَرَاني بَعْدَ أَنْ فارَقَني. فَقَالَ لَهَا عُمَرُ ﵄: بِاللَّهِ أمِنْهم أَنَا؟ قَالَتْ: لَا، ولَنْ أُبْلِيَ أَحَدًا بَعْدَك» أَيْ لَا أُخْبِر بعدَك أحَدًا.
وَأَصْلُهُ مِنْ قَوْلِهِمْ أَبْلَيْتُ فُلَانًا يَمينًا، إِذَا حَلَفْتَ لَهُ بَيَمِين طيَّبتَ بِهَا نَفْسه. وَقَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ:
أَبْلَى بِمَعْنَى أخْبَر.
(س) وَفِيهِ «وتَبْقَى حُثَالَةٌ لَا يُبَالِيهِمُ اللَّهُ بَالَة» وَفِي رِوَايَةٍ لَا يُبَالِي بِهِمُ اللَّهُ بَالَة، أَيْ لَا يَرْفَع لَهُمْ قَدْرا وَلَا يقِيم لَهُمْ وَزْنًا. وأصْل بَالَة بَالِيَة، مِثْلُ عَافَاهُ اللَّهُ عافِيَة، فَحَذَفُوا الْيَاءَ مِنْهَا تَخْفِيفًا كَمَا حَذَفُوا ألِف لَم أُبَلِ، يُقَالُ مَا بَالَيْتُهُ وَمَا بَالَيْتُ بِهِ، أَيْ لَمْ أكتَرثْ بِهِ.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «هَؤُلَاءِ فِي الْجَنَّةِ وَلَا أُبَالِي، وَهَؤُلَاءِ فِي النَّارِ وَلَا أبالِي» حَكَى الْأَزْهَرِيُّ عَنْ جَمَاعَةٍ مِنَ الْعُلَمَاءِ أَنَّ مَعْنَاهُ لاَ أكْرَه.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ ﵄ «مَا أُبَالِيهِ بَالَة» .
(س) وَفِي حَدِيثِ الرَّجُل مَعَ عَمله وأهْلِه ومالِه «قَالَ هُوَ أقَلُّهم بِهِ بَالَة» أَيْ مُبَالاة.
[هـ] وَفِي حَدِيثِ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ ﵁ «أمَا وابنُ الْخَطَّابِ حيٌّ فَلَا، وَلَكِنْ إِذَا كَانَ النَّاسُ بِذِي بِلِّيٍّ وذِي بِلَّى» وَفِي رِوَايَةٍ بِذِي بِلِّيَّان، أَيْ إِذَا كَانُوا طَوَائِفَ وفِرَقًا مِنْ غَيْرِ إِمَامٍ، وَكُلُّ مَنْ بَعُدَ عَنْكَ حَتَّى لَا تَعْرف مَوْضِعَه فَهُوَ بِذِي بِلِيٍ، وَهُوَ مِنْ بَلَّ فِي الْأَرْضِ إِذَا ذَهَب، أَرَادَ ضَياع أُمور النَّاس بَعْده.
وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ الرَّزَّاقِ «كَانُوا فِي الْجَاهِلِيَّةِ يَعْقِرُون عِنْدَ القَبْر بَقَرة أَوْ نَاٌقَة أَوْ شَاةً ويُسَمُّون العَقِيرةَ البَلِيَّة»، كَانَ إِذَا مَاتَ لَهُمْ مَن يَعِزُّ عَلَيْهِمْ أخَذوا نَاقَةً فعَقَلُوها عِنْدَ قَبْرِهِ فَلَا تُعْلَف وَلَا تُسْقى إِلَى أَنْ تَمُوت، ورُبَّما حَفَرُوا لَهَا حَفِيرة وتَركُوها فِيهَا إِلَى أَنْ تَمُوت، ويَزْعُمون أَنَّ النَّاسَ يُحْشرون يَوْمَ الْقِيَامَةِ رُكْبَانا عَلَى البَلَايَا إِذَا عُقلَت مَطايَاهُم عِنْدَ قُبُورِهم، هَذَا عِنْد مَنْ كَانَ يُقِرُّ مِنْهُمْ بالبَعْث.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ حُذَيْفَةَ ﵁ «لَتَبْتَلُنَّ لَهَا إِمَامًا أو لتصلّنّ وُحْدَانًا» أَيْ لَتَخْتَارُنَّ
1 / 156