214

Susunan Mutiara dalam Korelasi Ayat dan Surah

نظم الدرر في تناسب الآيات والسور

Penerbit

دار الكتاب الإسلامي

Lokasi Penerbit

القاهرة

فترتب لذلك خطاب الكتاب بين ما يخاطب به الأعلين المهتدين وبين ما يخاطب به الأدنين المعرضين، وكذلك تفاوت الخطاب بين ما يخاطب به الأئمة المهتدين والمؤتّمون بهم، فكان أعلى الخطاب ما يقبل على إمام الأئمة وسيد السادات وأحظى خلق الله عند الله محمد ﷺ. فكان أول الخطاب ب الم ذلك الكتاب إقبالًا عليه وإيتاء له من الذكر الأول كما قال ﵇: «أوتيت البقرة وآل عمران من الذكر الأول» وهو أول مكتوب حين كان الله ولا شيء معه، وكتب في الذكر الأول كل شيء، فخاطبه الله ﷿ بما في الذكر الأول وأنزله قرآنًا ليكون آخر المنزل الخاتم هو أول الذكر السابق ليكون الآخر الأول في كتابه كما هو في ذاته، فمن حيث كان الخطاب الأول من أعلى خطاب الله لمحمد ﷺ انتظم به ما هو أدنى خطاب من آيات الدعوة تنبيهًا لمن أعرض عن الاستضاءة بنور العقل لما بين الطرفين من

1 / 230