206

Natr al-Durr

نثر الدر

Penyiasat

خالد عبد الغني محفوط

Penerbit

دار الكتب العلمية

Nombor Edisi

الأولى

Tahun Penerbitan

١٤٢٤هـ - ٢٠٠٤م

Lokasi Penerbit

بيروت /لبنان

Genre-genre

Sastera
Retorik
وَقيل لَهُ ﵇: فِيك عَظمَة، قَالَ: لَا، بل فِي عزةٌ، قَالَ الله تَعَالَى: " وَللَّه الْعِزَّة وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمنِينَ ". وَقَالَ لِأَبِيهِ عَلَيْهِمَا الرَّحْمَة: إِن للْعَرَب جَوْلَة. وَلَو قد رجعت إِلَيْهَا غوارب أحلامها، لقد ضربوا إِلَيْك أكباد الْإِبِل حَتَّى يستخرجوك وَلَو كنت فِي مثل وجار الضبع. وخطب مرّة فَقَالَ: مَا بَين جابلق وجابلص رجلٌ جده نَبِي غَيْرِي. وَقَامَ إِلَيْهِ رجل، فَقَالَ: سودت وُجُوه الْمُؤمنِينَ. فَقَالَ: لَا تؤنبني رَحِمك الله؛ فَإِن رَسُول الله ﷺ قد رأى بني أُميَّة يصعدون على منبره رجلا رجلا. وروى عَن رجل من أهل الشَّام قَالَ: دخلت الْمَدِينَة، فَرَأَيْت رَاكِبًا على بغلة لم أر أحسن وَجها وَلَا سمتا وَلَا ثوبا وَلَا دَابَّة مِنْهُ، فَمَال قلبِي إِلَيْهِ، فَسَأَلت عَنهُ، فَقيل: هَذَا الْحسن بن عَليّ بن أبي طَالب. فَامْتَلَأَ قلبِي لَهُ بغضا، وحسدت عليا أَن يكون لَهُ ابنٌ مثله، فصرت إِلَيْهِ فَقلت: أَنْت ابْن أبي طَالب؟ فَقَالَ: أَنا ابْن ابْنه. قلت فبك وبأبيك. أسبهما. فَلَمَّا انْقَضى كَلَامي قَالَ: أحسبك غَرِيبا، قلت: أجل. قَالَ: فمل بِنَا، فَإِن احتجت إِلَى منزل أنزلناك، أَو إِلَى مالٍ آسيناك، أَو إِلَى حاجةٍ عاونك. قَالَ: فَانْصَرَفت عَنهُ وَمَا على الأأرض أحب إِلَيّ مِنْهُ. وَقَالَ مُعَاوِيَة: إِذا لم يكن الْهَاشِمِي جوادًا لم يشبه قومه، وَإِذا لم يكن المَخْزُومِي تياهًا لم يشبه قومه، وَإِذا لم يكن الزبيرِي شجاعًا لم يشبه قومه، وَإِذا لم يكن الْأمَوِي حَلِيمًا لم يشبه قومه. فَبلغ ذَلِك الْحسن ﵇، فَقَالَ: مَا أحسن مَا نظر لِقَوْمِهِ! أَرَادَ أَن يجود بَنو هَاشم بِأَمْوَالِهِمْ فيفتقروا، وتزهى بَنو مَخْزُوم فتبغض وتشنأ، ويحارب بَنو الزبير فيتفانوا، وتحلم بَنو أُميَّة فتحب. وَقَالَ ﵇ لحبيب بن مسلمة: رب مسيرٍ لَك فِي غير طَاعَة الله. فَقَالَ: أما مسيري إِلَى أَبِيك فَلَا. قَالَ: بلَى. وَلَكِنَّك أَطَعْت مُعَاوِيَة على دنيا قَليلَة. ولعمري لَئِن قَامَ بك فِي دنياك لقد قعد بك فِي دينك. وَلَو أَنَّك إِذْ فعلت

1 / 226