وجاء الصيف فذهبت إلى الأعالي، ويوما جاءني شاب يقول: احمل نبأ أعرف أنه يسرك. - هات. - اعتصب الشعب على الترام.
وفتح أمامي الجرائد وفيها بخطوط عريضة تفاصيل الحركة الشعبية المباركة.
يا للحركة الهائلة في حلاوتها، الحلوة في هولها، كيف كانت تكهرب كياننا وتهزه هزا ...
وكم رددت في تلك الآونة قصيدة الريحاني المشهورة:
ويومها القطوب العصيب
وليلها المنير العجيب
وصوت فوضاها الرهيب
من هتاف ولجب ولجيب
وزئير وعندلة ونعيب ...
وقالوا: انتهت مشكلة الترام فخطر في بالي أن أجرب، فصعدت إلى تلك التي تسير على طريق الحرش، وصعد ورائي سرب كبير من النساء، وبما أننا أصبحنا متمدنين نهض الرجال - بارك الله في أصلهم - وأعطوا أماكنهم للسيدات، ثم إنهم - كدت أغلط وأقول: تفرقوا - انحشروا قرب السائق وبين المقاعد، وكان عددهم يزيد عن العشرين.
Halaman tidak diketahui