فكأني بعبد الله بن عمرو بن عثمان، إذا خرج بجنازتي، قد جاء على فرس، مرجلًا جمته، لابسًا حلته، يسير في جانب الناس يتعرض لك، فانكحي من شئت سواه! فإني لا أدع من الدنيا ورائي همًا غيرك " قالت له: " أنت آمن من ذلك " وأثلجته بالإيمان من العتق والصدقة: لا تزوجته. ومات الحسن بن الحسن، وخرج بجنازته؛ فوافاه عبد الله بن عمرو في الحال التي وصف الحسن؛ وكان يقال لعبد الله " المطرف " من حسنه؛ فنظر إلى فاطمة حاسرة، تضرب وجهها. فأرسل لها: " إن لنا في وجهك حاجة، فارفقي به! " فاسترخت يداها، وعرف ذلك فيها وخمرت وجهها. فلما حلت، أرسل إليها يخطبها؛ فقالت: " كيف بيميني التي حلفت بها؟ " فأرسل إليها: " لك مكان كل مملوك مملوكان، ومكان كل شيء شيئان " فعوضها من يمينها؛ فنكحته. وولدت له محمدًا الديباج؛ والقاسم، لا عقب له؛ ورقية، بني عبد الله بن عمرو. فكان عبد الله بن الحسن، وهو أكبر ولدها، يقول: " ما أبغضت بغض عبد الله بن عمرو أحدًا، وما أحببت حب ابنه محمد أخي أحدًا ".
وجعفر بن الحسن؛ وداوود، وفاطمة، ومليكة، وأم القاسم، بني الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب، لأم ولد. وكانت زينب بنت حسن بن حسن بن علي عند الوليد بن عبد الملك بن مروان، وهو خليفة.
وكانت أم كلثوم بنت الحسن، أختها من أمها وأبيها، عند محمد بن علي بن حسين بن علي بن أبي طالب، توفيت عنده، ليس لها ولد.
وكانت فاطمة بنت الحسن بن الحسن عند معاوية بن عبد الله بن جعفر؛ فولدت له حسنًا، ويزيد وصالحًا، وآبية، وحمادة؛ ثم خلف عليها أيوب بن سلمة بن عبد الله بن
1 / 52